ولام، فمن جمع، فكل ريح تساوي أختها في الدلالة على التوحيد والنفع، ومن وحد، أراد الجنس.
ومعنى تصريف الرياح: تقلبها شمالا مرة، وجنوبا مرة، ودبورا أخرى،، وعذابا ورحمة (والسحاب المسخر): المذلل. والآية فيه من أربعة أوجه: ابتداء كونه، وانتهاء تلاشيه، وقيامه بلا دعامة ولا علاقة، وإرساله إلى حيث شاء الله تعالى. لآيات. الآية: العلامة. أخبرنا عبد الوهاب الحافظ قال: أخبرنا عاصم قال: أخبرنا ابن بشران قال: أخبرنا ابن صفوان قال: حدثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني هارون قال: حدثني عفان عن مبارك بن فضالة قال: سمعت الحسن يقول:
كانوا يقولون، يعني: أصحاب النبي [صلى الله عليه وآله وسلم]: الحمد لله الرفيق، الذي لو جعل هذا الخلق خلقا دائما لا ينصرف، لقال الشاك في الله: لو كان لهذا الخلق رب لحادثه، وإن الله [تعالى] قد حادث بما ترون من الآيات، إنه جاء بضوء طبق ما بين الخافقين، وجعل فيها معاشا، وسراجا وهاجا، ثم إذا شاء ذهب بذلك الخلق، وجاء بظلمة طبقت ما بين الخافقين، وجعل فيه شهبا ونجوما، وقمرا منيرا، وإذا شاء، بنى بناء، جعل فيه المطر، والبرق، والرعد، والصواعق، ما شاء، وإذا شاء صرف ذلك، وإذا شاء جاء ببرد يقرقف الناس، وإذا شاء ذهب بذلك، وجاء بحر يأخذ أنفاس الناس، ليعلم الناس أن لهذا الخلق ربا يحادثه بما ترون من الآيات، كذلك إذا شاء ذهب بالدنيا وجاء بالآخرة.
ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب (165) قوله [تعالى]: (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا).
وفي الأنداد قولان قد تقدما في أول السورة وفي قوله: (يحبونهم كحب الله) قولان:
أحدهما: أن معناه: يحبونهم كحب الذين آمنوا لله، هذا قول ابن عباس، وعكرمة، وأبي العالية، وابن زيد، ومقاتل، والفراء.
والثاني: يحبونهم كمحبتهم لله، أي: يسوون بين الأوثان وبين الله [تعالى] في المحبة. هذا اختيار الزجاج، قال: والقول والأول ليس بشئ، والدليل على نقضه قوله: (والذين آمنوا أشد حبا لله) قال المفسرون: أشد حبا لله من أهل الأوثان لأوثانهم.