دعني اغسل رأسك، فأتته بحجر فوضع رجله عليه، وهو راكب، فغسلت شقه، ثم رفعته وقد غابت رجله فيه، فوضعته تحت الشق الآخر وغسلته، فغابت رجله فيه، فجعله الله من شعاره، ذكره السدي عن ابن مسعود وابن عباس.
والثاني: أنه قام على الحجر لبناء البيت، وإسماعيل يناوله الحجارة، قاله سعيد بن جبير.
[قرأ الجمهور، منهم: ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، وحمزة، والكسائي: (واتخذوا) بكسر الخاء، على الأمر]. وقرأ نافع، وابن عامر بفتح الخاء على الخبر. قال ابن زيد: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " أين ترون أن أصلي بكم؟ " فقال عمر: إلى المقام، فنزلت: (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى). قال رضي الله ذلك من أعمالهم. وقال أبو علي: وجه فتح الخاء: أنه معطوف على ما أضيف إليه، كأنه قال: وإذ اتخذوا. ويؤكد الفتح في الخاء أن الذي بعده خبر، وهو قوله:
وعهدنا.
قوله [تعالى]: (وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل) أي: أمرناهما وأوصيناهما. وإسماعيل:
اسم أعجمي، وفيه لغتان: إسماعيل، و: اسماعين. وأنشدوا:
قال جواري الحي لما جينا * هذا ورب البيت إسماعينا قوله [تعالى]: (أن طهرا بيتي) قال قتادة: يريد من عبادة الأوثان والشرك، وقول الزور.
فإن قيل: لم يكن هناك بيت، فما معنى أمرهما بتطهيره؟ فعنه جوابان:
أحدهما: أنه كانت هناك أصنام، فأمرا بإخراجها، قاله عكرمة.
والثاني: أن معناه: ابنياه مطهرا، قاله السدي، والعاكفون: المقيمون، يقال: عكف يعكف ويعكف عكوف: إذا أقام، ومنه: الاعتكاف. وقد روى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: " إن الله تعالى في كل ليلة ويوم عشرين ومائة رحمة ينزل على هذا البيت: ستون للطائفين، وأربعون للمصلين، وعشرون للناظرين ".
وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس