النكتة اللازمة التامة، والتفصيل في محل آخر.
وبالجملة: كيف الفرار عن هذه العويصة؟ فإن الأصحاب الأولين والأنداد المخالفين والأضداد والأعداء المدقين في الأخذ بنقاط ضعيفة، ينادون بأنه كتاب شعري ونثر أدبي، ومن المقامات العادية، وإلا فالنار تشوي الوجوه وتفني الأناسي والصياصي، وكلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا اخر (1)، فما هذه النار التي وقودها الناس والحجارة؟ فإن وقود النيران في عالمنا أمر آخر فهو مجرد تفكير شعري وإلقاء محاضري لا واقعية له.
أقول: سيظهر لك في البحوث الآتية حقيقة الحال إن شاء الله تعالى، وأما المستمعون الأولون فربما يتدبرون من هذه الآية في عظمة تلك النار، فإنه إذا حصل لهم العلم بأنه أمر خارج عن قدرتهم، وأقروا بالعجز في الإتيان بمثله، ينتقلون من هذا وأمثاله إلى أمر عجيب، فيقع في أنفسهم الخوف والوحشة بوجه أعظم، وتقع في نفوسهم الخشية والدهشة العظمى، فيصبح الكتاب على هذا في أحسن وجوه البلاغة، من غير اختلال في فصاحته بعد ذلك، فتدبر جيدا.
الوجه الخامس عشر وجه تقسيم القرآن إلى السور ينبغي أن نشير إلى بعض الوجوه لتقسيم الكتاب العزيز إلى