وقوله: * (لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم) * (1)، وقوله تعالى: * (إن شر الدواب عند الله الصم البكم) * (2)، وقوله تعالى: * (أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي ومن كان في ضلال مبين) * (3)، وفي ذلك أيضا نوع شهادة على المسألة المزبورة، فليتأمل.
البحث الثالث حول عدم عمومية المعاد نسب إلى الإفريدوسي اليوناني: أن المعاد مخصوص بطائفة من المستعلين الواصلين إلى مقام إدراك الكليات العلمية والحقائق الواقعية (4)، فيكونوا ذات ذوات بهجة ونورانية، ومن أرباب السلوك إلى مقام الإنسانية، ولا يحشر من في حكم الدواب والأنعام، ومن كان في ضلال مبين.
وربما يستشم من هذه الآية الشريفة ما يؤيد هذه المقالة، حيث رتب على أنهم الصم البكم العمي، وأنهم لا يرجعون، والمنصرف من الرجوع في الكتاب الإلهي، هو الرجوع إلى البرازخ والقيامة الكبرى