وجوه البلاغة والمعاني الوجه الأول حول الإطناب في الآية من الأسئلة المتوجهة هنا: هو الإطناب وتكثير التمثيل في توضيح أحوال المنافقين المنحرفة وهذا خلاف أسلوب البلاغة.
وأجيب: بأن الحقيق أن تضرب في بيداء بيان أحوالهم الوخيمة خيمة الأمثال، وتمد أطناب الإطناب في شرح أفعالهم، ليكون أفعى لهم ونكالا بعد نكال، وكل كلام له حظ من البلاغة وقسط من الجزالة والبراعة، لابد وأن يوفى فيه حق كل من مقامي الإطناب والإيجاز، فماذا عسى أن يقال فيما بلغ الذروة العليا من البلاغة والبراعة والإعجاز (1)؟!
وفذلكة الكلام: أن التكرار لا يكون من الإطناب إذا كان فيه توجيه المؤمنين إلى تثبيت أقدامهم على مرامهم، وترسيخ ملكاتهم في نفوسهم.