المسألة الثامنة حول كلمة " آذان " " الآذان " جمع الاذن - بضمتين وتخفيف -: آلة السماع مؤنثة، وتصغيرها على أذينة (1)، وهو يشهد على مؤنثيتها، فإن كل زوج من الأعضاء مؤنث، إلا بعضا منها كالحاجب. ويشكل الأمر في الإصبع، فإنه زوج في قبال الوتر، لا في مقابل الفرد، فليتأمل يعرف.
والذي يظهر لي: أن الاذن ليس آلة السماع، بل هو المحل الخارج الظاهر، سواء سمع أم لم يسمع، والآلة التي تسمع بها داخله، كما هو معلوم لأهله.
فما في " الأقرب " (2) غير تام.
ثم إن الأصل في هذه المادة هو قوله تعالى: * (وأذنت لربها وحقت) * (3)، أي استمعت، فالأذن بمعنى الاستماع، ومن هنا اطلق على المحل المزبور، وقال في " الأقرب ": أذن إليه أذنا: استمع (4). انتهى.