وجوه البلاغة والمعاني الوجه الأول حول التمثيل في الآية من أمثل أساليب البلاغة التمثيل، وأشدها تأثيرا في النفس وإقناعا للعقل، * (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون) * (1)، وقد اتخذه الكتاب العزيز، وينبغي أن يعد مؤلفه من المبتكرين في هذا الميدان، وشرع في تقريب المعاني المعقولة الكلية البعيدة عن الأذهان البدوية والنهائية، بتوجيه الأمثال وضرب القصص والحكايات، التي تتجلى بها المعاني وأطوارها في أتم مجاليها وأكمل مرائيها، وتتأثر بها النفوس بما أودع الله فيها، واعتبر في خلالها ما يقنعك بمثابة لا تقنع النفوس براهينها، فإن لضرب الأمثال في إبراز خفيات المعاني، ورفع الأستار عن الحقائق والدقائق المكنونة، تأثيرا ونفوذا ظاهرا، ولقد كثر ذلك في الكتب
(٦٤)