الأخلاق والموعظة والإرشاد اعلم يا رفيقي وعزيزي، وعليك بالتأمل يا شقيقي وقرة عيني: أن النفاق - كما أشير إليه في ذيل بعض الآيات السابقة - والكفر، كالإيمان ذو مراتب مختلفة ومراحل شتى، فكما أن من الكفر والنفاق ما يجتمع مع بعض الأنوار وقسم من الهدايات والتوجهات، كذلك الإيمان يجتمع ويعانق النفاق والكفر بل والإلحاد، فإن من المؤمنين بحسب ظواهر الإسلام والمسلمين - حسب تخيلاتهم ومعتقداتهم - من يكون مندرجا في سلك الكفار والمنافقين، لأجل ما فيهم من خصيصة وأثارة، وأي نفاق أعظم من المؤمن الذي يكون إيمانه مستودعا عنده؟! فإن المنافق حسب رأي جمع من الفقهاء مسلم، لما يقر بالشهادتين، ولكن لمكان عدم دخول الإسلام في قلبه ونفسه وعدم تدينه به حسب رأيه واعتقاده، يعد عندنا من المنافقين الذين هم في الدرك الأسفل.
والمؤمن المسلم الذي يعتقد بالإسلام ويدافع عنه، ولكنه لما يدخل الإيمان في قلبه يكون من المنافقين ومن الأسفلين أعمالا.
وإنما الفرق بينهما: هو أن المنافق والفرقة الأولى لمكان ما لا يجد في نفسه شيئا من الإيمان ربما يتبصر، ويدخل في سلك المؤمنين الذين قال