العصاة والعاجزين والكفار والمنافقين والفجار والجاهلين المعلوم عدم استماعهم إلى التكاليف، وجميع العباد مشتركون في هذا التكليف، ومختلفون في الأعذار، فمنهم من يقبل عذره، ومنهم من لا يقبل عذره، وعندئذ ينحل كثير من المشاكل العلمية في شتى النواحي ومختلف الميادين، ونحن نشير إليها في محالها، وتحقيق أصل المبحث ليطلب من موسوعتنا في علم الأصول (1). والله هو الموفق المؤيد.
بحث: حول اختيارية الأفعال هذه الآية لمكان الأمر بالعبادة والحث عليها، ولمكان نسبة الاتقاء إلى الناس، ولمكان ترجي الاتقاء منهم، تدل على فساد مسلك القائل بعدم اختيارية الأفعال، وهم الأشاعرة، ولو أمكن المناقشة في الأمر وفي الترجي، فلا يمكن المناقشة في الثالث، ضرورة أن المتوقع هو حصول الاتقاء والتقوى من الناس، وأنهم يعبدون الله حتى ينسلكوا في زمرة المتقين بأفعالهم وأفكارهم المطابقة لأصل الشرع ونظام الإسلام.