فبالجملة: هذا من شواهد لزومه، كما هو المصرح به في اللغة عامة. ومن العجيب تصريح " التهذيب " بالقياس حيث أخذ تعدية أظلم من سائر أوصاف الظلام، معللا: بأنها لازمة ومتعدية (1). انتهى. والله العالم بما قاله.
ومن هنا ومن مواضع اخر يظهر ضعف كتاب " المنجد في اللغة "، لأنه جمع بين اللغة وما في بعض كلمات أهل الأدب، من غير إشارة إلى ذلك (2).
المبحث الخامس حول كلمة " قام " قام يقوم قوما وقياما: انتصب ضد قعد، والأمر: اعتدل، وعلى الأمر: دام وثبت، وقام السوق: نفقت، قام به ظهره: أوجعه، وبأمر تولاه، وقام عليه:
خرج عليه وراقبه، وفي الصلاة: شرع فيها، وقامت المرأة تنوح: طفقت (3).
انتهى ما في اللغة.
وأنت خبير بأن هذه المعاني كلها مجازية واستعارة، حتى في قوله:
قام به ظهره، فإن الظهر فاعل، وقد اختلفت عبائرهم في ذلك، إلا أن الأظهر ما عن بعضهم: بأن كل ما أوجعك من جسدك قد قام بك، فكأن الذي يوجعك