تفسير القرآن الكريم - السيد مصطفى الخميني - ج ٤ - الصفحة ٢٩١
وإن كانوا مخصوصين بحسب مقام الفعل والعلم الفعلي بأشياء كثيرة.
وإن شئت قلت: إن كلمة " لعل " موضوعة لإنشاء الترجي وإظهار العلاقة الاعتبارية اللحاظية، لأن المتقين مع قطع النظر عن الجهات الخارجية والموانع الهامة مورد العلاقة، ولكن لجهات خارجية، وهو النظام وقانون العلية والمعلولية، ليس تقواهم وفلاحهم وشكرهم، وهكذا كل شئ ورد في القرآن تلو أداة الترجي مورد الإرادة الخاصة المنتهية طبعا إلى تحققهم بهذه الصفات، وربما تكون هذه الاستعمالات لانتقال الناس أن الوصول إلى هذه الكمالات تحت اختيارهم، وليست قضايا حتمية حتى يشتغل الآيس بالمعاصي ويترك المؤمن مصير طاعته تعالى، فاغتنم.
بقي بحث آخر: حول إظهار الخوف ب‍ " لعل " إن في أمثال قوله تعالى: * (لعل الساعة قريب) * (1)، وقوله تعالى:
* (لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين) * (2)، وقوله تعالى: * (فلعلك باخع نفسك على آثارهم) * (3) تأتي " لعل " للإشفاق وإظهار الخوف اللازم لإظهار المحبة والمودة، وظاهر الآيتين الأخيرتين أن المتكلم خائف على نفسه (صلى الله عليه وآله وسلم) وانتقاله وزهوق روحه بالتضحية لأمر الرسالة والتبليغ، وهذا الأمر لا يجوز في حقه تعالى.

1 - الشورى (42): 17.
2 - الشعراء (26): 3.
3 - الكهف (18): 6.
(٢٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 ... » »»
الفهرست