الفاسدة التي تبذر النفاق والكفر، وتنشر الفساد والإلحاد، أم هذا الاشتراء لا بائع فيه، لأنه من الادعاء ومن المجازات، وحيث إن الضلالة من الأعراض المكتسبة فهي تحصل من الأمور الخارجة، فهي في الحقيقة بائعها سواء كان من أفراد الشياطين الإنسية أو الجنية أو من غيرهم.
الوجه السابع حول استعمال " الضلالة " و " الهدى " إن من وجوه البلاغة: اتخاذ العناوين العامة، المندرجة تحتها العناوين الكثيرة، ومن ذلك عنوان " الضلالة والهدى "، ولأجله اختلفوا في أنهما الكفر والإيمان، كما عن ابن عباس والحسن وقتادة والسدي (1)، أو أنهما الشك واليقين (2)، أو أنهما الجهل والعلم (3)، أو أنهما الفرقة والجماعة (4)، أو الدنيا والآخرة، أو النار والجنة (5)، فذهب كل إلى مذهب.
وفي أحاديثنا: أنها هنا الحيرة والبيان (6)، وقيل: هما السعادة والشقاوة (7).