المسألة الرابعة حول إرادة الله الاستشهاد بقوله تعالى: * (نزلنا) * على اختصاص التنزيل بالإرادة الخاصة، وأن الإرادة المتعلقة بنزول الكتاب غير الإرادة المتعلقة بسائر الأشياء، فيكون هناك إرادتان أو إرادات، غير صواب، لأن التنزيل من قبل الله تعالى لا يكون إلا بإرادته تعالى، ولا يحتاج صحة استناده إليه تعالى إلى اختصاصه بالإرادة الخاصة به، بل يكفي لذلك فناء الإرادة المتعلقة به في الإرادة الكلية التي هي ليست إلا وجود الأشياء في الإرادة الفعلية، ولا شئ وراء ذلك يسمى بالإرادة، ولنعم ما ورد في أحاديثنا عن علي (عليه السلام):
" إنما إرادته فعله " (1)، فإنه حديث قصير لفظه جامع لجميع المسائل الإلهية معناه، ويحتاج إلى الإحاطة الكلية بالعلوم العقلية التفوه والتكلم به.
المسألة الخامسة حول الوسائط والشرائط في نزول الوحي ربما يخطر بالبال أنه لا حاجة في نزول الوحي والكتاب إلا إلى إرادة الله تعالى، ويدل عليه الآية الشريفة، فما قد اشتهر في محله من الحاجة إلى الشرائط الخاصة، من الرياضيات العملية، والتخلق