التخلق بأخلاق القرآن العظيم وآداب الكتاب الحكيم يا أيها العزيز ويا أيها القارئ: إنما الهدف من جميع هذه البحوث، والمقصود من كافة تلك المسائل، هو النيل بمقام الرب، والتخلق بأخلاق الله، والتوجه إلى أن الله تبارك وتعالى مستوي النسبة إلى عامة الأشياء، ولا فصل بين شئ وشئ في هذه المرتبة وتلك المنزلة، وإنما الخلق يتفاوت نسبهم إليه تعالى بوجه خاص، لا يحصل ذلك إلا في قوس الصعود، فمن الخلق من يصل بالحركة الذاتية الطبيعية إلى ما دون الطبيعة وإلى الجحيم والنار الأليم، وتكون حركته تضعفية متنازلة منعكسة، وتصير طبيعته محجوبة بالحجب الاكتسابية الظلمانية، إلى حد تنقلب من الطينة الخميرة الإلهية، ومن فطرة الله إلى الفطرة الشيطانية الانقلابية النارية الذاتية الخالدة، فإذا مات وقع في قعر الجحيم، ويكون في جميع سكناته وحركاته متوجها إليه حتى يصل إليه.
وإلى هذه المائدة الإلهية والحقيقة الفلسفية، يشير الكشف