المسألة السادسة حول كلمة " جعل " جعل يجعل جعلا: صنعه وخلقه، والشئ: وضعه، وبعضه على بعض: ألقاه، وجعل القبيح حسنا: صيره.
ويجئ بمعنى شرع، فيدخل على الأفعال: جعل ينشد الشاعر. وربما تجئ بمعنى ظن، نحو جعل البصرة الكوفة، أي ظنها إياها، وبمعنى سمى، ومنه: * (جعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا) * (1)، أي سماهم، وبمعنى بين (2). انتهى ما في اللغة.
وغير خفي: أن كثيرا من المعاني المزبورة يرجع إلى المعنى الواحد عند الدقة.
والذي يظهر لي: أن معنى جعل ووضع قريب، وفي جميع الاستعمالات بمعنى وضع.
وما اشتهر من تقسيم الجعل إلى الجعل البسيط والمركب، فهو أمر خارج عن محيط دلالة اللفظ، كما تأتي الإشارة إليه.
وما اتفق عليه النحاة من: أن " جعل " قد يكون متعديا إلى واحد وأخرى إلى اثنين، وما يتعدى إلى واحد بمعنى خلق، والثاني بمعنى وضع،