التفسير والتأويل على مسالك مختلفة ومشارب شتى فعلى مسلك الأخباريين * (الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء) *، قال: جعلها ملائمة لطباعكم، موافقة لأجسامكم، ولم يجعلها شديدة الحمى والحرارة فتحرقكم، ولا شديدة البرد فتجمدكم، ولا شديدة طيب الريح فتصدع هاماتكم، ولا شديدة النتن فتعطبكم - تهلككم - ولا شديدة اللين كالماء فتغرقكم، ولا شديدة الصلابة فتمتنع عليكم في دوركم وأبنيتكم وقبور موتاكم، ولكنه عز وجل جعل فيها من المتانة ما تنتفعون به وتتماسكون.
* (والسماء بناء) * سقفا فوقكم محفوظا، يدير فيها شمسها وقمرها ونجومها لمنافعكم.
* (وأنزل من السماء ماء) *، يعني المطر من أعلى، ليبلغ قلل جبالكم وتلالكم وهضابكم ووهادكم، ثم فرقه رذاذا ووابلا لتسقى أرضكم.