البحث الثاني حول نسبة الذهاب إليه تعالى ربما تدل التعدية بالباء على أن إذهاب الله نور الهداية يلازم صحة نسبة الذهاب إليه تعالى، وذلك لأن ذلك النور شأن العلة وطور تلك الحقيقة المتجلية بأنواع التجليات، حسب اختلاف المرائي والمظاهر المتدليات بالذات، فإذا ذهب الله بنورهم فقد خلت الماهية الظلمانية عن نور الوجود، وعن تجلي الرب الودود والذي لا يحكم على فعله بالثبوت واللاثبوت، لأن فعله نفس المتدلي بالمعبود، وعين التعلق بالجود، فعليه لا يحكم حقيقة بذهاب النور إلا بإذهاب فاعله، وللمقام طور آخر من الكلام، ربما يمر عليك على الوجه التام في محل آخر ومحط آت إن شاء الله تعالى.
البحث الثالث قدرته في الفواعل الطبيعية في نسبة الإذهاب إليه تعالى مع كون المراد من النور الحسي والضياء الحاصل من النار أيضا يشهد على نفوذ إرادته وقدرته تعالى في الفواعل الطبيعية وأن الأرياح والعواصف الهابة التي تزيل النيران