العقد على الحرائر، وتحريم الجمع بينهما في الوطء. بملك اليمين، فإذا وطئ إحداهما، فقد حرمت عليه الأخرى حتى تخرج تلك من ملكه، وهو قول الحسن، وأكثر المفسرين والفقهاء.
(إلا ما قد سلف): استثناء منقطع، ومعناه لكن ما قد سلف لا يؤاخذكم الله به، وليس المراد به أن ما قد سلف حال النهي، يجوز استدامته بلا خلاف. وقيل:
معناه إلا ما كان من يعقوب إذ جمع بين الأختين ليا أم يهوذا، وراحيل أم يوسف، عن عطاء، والسدي. (إن الله كان غفورا رحيما) لا يؤاخذكم الله بحكم ما قد سلف من هذه الأنكحة قبل نزول التحريم، وكل ما حرم الله في هذه الآية، فإنما هو على وجه التأبيد، سواء كن مجتمعات، أو متفرقات، إلا الأختين، فإنهما يحرمان على وجه الجمع دون الانفراد. ويمكن أن يستدل بهذه الآية على أن هؤلاء المحرمات من ذوات الأنساب، لا يصح أن تملك واحدة منهن، لان التحريم عام، والمحرمات بالنسب أو السبب، على وجه التأبيد، يسمون مبهمات، لأنهن يحرمن من جميع الجهات، وهي مأخوذة من البهيم الذي لا يخالط معظم لونه لون آخر، يقال: فرس بهيم لا شية له. (إن الله كان غفورا) يغفر الذنوب (رحيما) يرحم العباد المؤمنين.
(والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتب الله 2 عليكم وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة إن الله كان عليما حكيما [24] القراءة: قرأ الكسائي وحده والمحصنات، و (محصنات) في سائر القرآن بكسر الصاد إلا قوله (والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم) فإنه فتح الصاد فيه. وقرأ الباقون بفتح الصاد في كل القرآن. وقرأ أهل الكوفة، إلا أبا بكر، وأبا جعفر (وأحل لكم) بالضم وكسر الحاء. وقرأ الباقون بفتح الهمزة والحاء.
الحجة: وقع الاتفاق على فتح العين من قوله (والمحصنات) في هذه الآية ومعناها: النساء اللاتي أحصن بالأزواج. والاحصان يقع على الحرة، يدل عليه قوله