يقتلوهم كما يخافون الله أن يتوفاهم. وقيل: يخافون عقوبة الناس بالقتل، كما يخافون عقوبة الله (أو أشد خشية) قيل: إن (أو) هنا بمعنى الواو: أي أشد خشية. وقيل: إن (أو) هنا لإيهام الامر على المخاطب. وقد ذكرنا الوجوه في مثل هذا عند ذكر قوله سبحانه (أو أشد قسوة) في سورة البقرة.
(وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال) قال الحسن: لم يقولوا ذلك كراهية لأمر الله، ولكن لدخول الخوف عليهم بذلك، على ما يكون من طبع البشر. ويحتمل أن يكونوا قالوا ذلك استفهاما لا إنكارا. وقال: إنما قالوا ذلك لأنهم ركنوا إلى الدنيا، وآثروا نعيمها. وعلى الأقوال كلها فلو لم يقولوا ذلك لكان خيرا لهم (لولا أخرتنا):
أي هلا أخرتنا (إلى أجل قريب) وهو إلى أن نموت بآجالنا، ثم أعلم الله تعالى أن الدنيا بما فيها من وجوه المنافع قليل، فقال (قل) يا محمد لهؤلاء (متاع الدنيا): أي ما يستمتع به من منافع الدنيا (قليل) لا يبقى (والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا) أي: ولا تبخسون هذا القدر، فكيف ما زاد عليه.
والفتيل: ما تفتله بيدك من الوسخ، ثم تلقيه، عن ابن عباس. وقيل: ما في شق النواة، لأنه كالخيط المفتول.
(أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا [78] القراءة: روي في الشواذ أن طلحة بن سليمان قرأ (يدرككم الموت) برفع الكاف.
الحجة: هذه القراءة ضعيفة على أن لها وجها وهو أن يكون على حذف الفاء، فكأنه قال: فيدرككم الموت، ومثله بيت الكتاب.
من يفعل الحسنات الله يشكرها * والشر بالشر عند الله مثلان (1)