هابيل، فأنشأ يقول:
تغيرت البلاد ومن عليها * فوجه الأرض مغبر قبيح تغير كل ذي لون وطعم * وقل بشاشة الوجه الصبيح وقال سالم بن أبي الجعد: لما قتل هابيل، مكث آدم سنة حزينا لا يضحك، ثم أتى آت فقيل له: حياك الله وبياك! أي: أضحكك، قالوا: ولما مضى من عمر آدم مائة وثلاثون سنة، وذلك بعد قتل هابيل بخمس سنين، ولدت له حواء شيثا، وتفسيره: هبة الله، يعني أنه خلف من هابيل، وكان وصي آدم وولي عهده، وأما قابيل فقيل له: إذهب طريدا شريدا، فزعا مذعورا، لا يأمن من يراه، وذهب إلى عدن من اليمن، فأتاه إبليس فقال: إنما أكلت النار قربان هابيل، لأنه كان يعبدها، فانصب أنت أيضا نارا تكون لك ولعقبك. فبنى بيت نار، وهو أول من نصب النار وعبدها، واتخذ أولاده آلات اللهو من اليراع، والطبول، والمزامير، والعيدان، وانهمكوا في اللهو، وشرب الخمر، وعبادة النار، والزنا، والفواحش، حتى غرقهم الله أيام نوح بالطوفان، وبقي نسل شيث.
(من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون [32] القراءة: قرأ أبو جعفر يزيد وحده: (من أجل ذلك) مكسورة النون موصولة، والباقون: (من أجل) مقطوعة الهمزة مفتوحة.
الحجة: قال ابن جني: يقال ذلك من أجلك، ومن أجلك، ومن جللك، ومن جلالك، ومن جراك، فيجب أن يكون على هذا قراءة أبي جعفر على تخفيف همزة أجل بحذفها، وإلقاء حركتها على نون من كقولك في تخفيف كم إبلك: كم بلك.
اللغة: الأجل، في اللغة: الجناية. يقال: أجل عليهم شرا، يأجله أجلا،