عباس (يشترون الضلالة): أي يستبدلون الضلالة بالهدى، ويكذبون النبي صلى الله عليه وآله وسلم بدلا من التصديق. وقيل: كانت اليهود تعطي أحبارها كثيرا من أموالهم، على ما كانوا يضعونه لهم، فجعل ذلك اشتراء منهم، عن أبي علي الجبائي. وقيل: كانوا يأخذون الرشى، عن الزجاج. (ويريدون أن تضلوا السبيل): أي يريد هؤلاء اليهود أن تزلوا أيها المؤمنون عن طريق الحق، وهو الدين والإسلام، فتكذبوا بمحمد، فتكونوا ضلالا، وفي ذلك تحذير للمؤمنين أن يستنصحوا أحدا من أعداء الدين، في شئ من أمورهم الدينية والدنيوية، ثم أخبر سبحانه بأنه أعلم بعداوة اليهود فقال: (والله أعلم بأعدائكم) أيها المؤمنون، فانتهوا إلى إطاعتي فيما نهيتكم عنه، من استنصاحهم في دينكم، فإني أعلم بباطنهم منكم، وما هو عليه من الغش، والحسد، والعداوة لكم. (وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا) معناه: إن ولاية الله لكم، ونصرته إياكم، تغنيكم عن نصرة هؤلاء اليهود، ومن جرى مجراهم، ممن تطمعون في نصرته.
(من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا [46] اللغة: أصل اللي: الفتل. يقال: لويت العود، ألويه، ليا، ولويت الغريم:
إذا مطلته. واللوية: ما تتحف به المرأة ضيفها، لتلوي بقلبه إليها. وألوى بهم الدهر: إذا أفناهم. ولوى البقل: إذا اصفر ولم يستحكم يبسه والألسنة: جمع اللسان، وهو آلة الكلام. واللسان: اللغة، ومنه قوله: (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه) وتقول: لسنته ألسنه: إذا أخذته بلسانك. قال طرفة:
وإذا تلسنني ألسنها * إنني لست بموهون فقر (1) وأصل الطعن بالرمح، ونحوه، الطعن باللسان.