أنتم عليه من الجحود والتكذيب (وإن تكفروا) أي: تكذبوه فيما جاءكم به من عند الله (فإن لله ما في السماوات والأرض) أي: فإن ضرر ذلك يعود عليكم دون الله، فإنه يملك ما في السماوات والأرض، لا ينقص كفركم فيما كذبتم به نبيه شيئا من ملكه، وسلطانه (وكان الله عليما) بما أنتم صائرون إليه من طاعته أو معصيته، (حكيما) في أمره ونهيه إياكم، وتدبيره فيكم، وفي غيركم.
(يأهل الكتب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا [171] اللغة: أصل الغلو: مجاوزة الحد. يقال: غلا في الدين، يغلو، غلوا، أو غلا بالجارية لحمها وعظمها: إذا أسرعت الشباب، وتجاوزت لداتها، تغلو، غلوا، وغلاء. قال الحرث بن خالد المخزومي:
خمصانة قلق موشحها * رؤد الشباب غلا بها عظم (1) وغلا بسهمه غلوا: إذا رمى به أقصى الغاية. وتغالى الرجلان: تفاعلا من ذلك. وأصل المسيح: الممسوح، سماه الله بذلك لتطهيره إياه من الذنوب والأدناس التي تكون في الآدميين. وقيل: إنه سرياني، وأصله مشيحا، فعربت كما عربت أسماء الأنبياء. وقيل: إنه ليس مثل ذلك، فإن إسحاق، ويعقوب، وإسماعيل، وغيرها، أسماء لا صفات، والمسيح صفة، ولا يجوز أن يخاطب الله خلقه في صفة شئ إلا بما يفهم. وأما الدجال فإنه سمي المسيح، لأنه ممسوح العين اليمنى، أو اليسرى. وعيسى ممسوح البدن من الأدناس والآثام، كما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
الاعراب: (ثلاثة) خبر مبتدأ محذوف، دل عليه ظاهر الكلام، وتقديره لا