بعضهم أولى ببعض). وقال مجاهد: معناه فآتوهم نصيبهم من النصر، والعقل، والرفد، ولا ميراث، فعلى هذا تكون الآية غير منسوخة، ويؤيده قوله تعالى (أوفوا بالعقود) وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم، في خطبة يوم فتح مكة: " ما كان من حلف في الجاهلية، فتمسكوا به، فإنه لم يزده الاسلام إلا شدة، ولا تحدثوا حلفا في الاسلام ". وروى عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله قال: شهدت حلف المطيبين، وأنا غلام، مع عمومتي، فما أحب أن لي حمر النعم، وأني أنكثه " وثانيها: إن المراد بهم قوم آخى بينهم رسول الله من المهاجرين والأنصار، حين قدموا المدينة، وكانوا يتوارثون بتلك المؤاخاة، ثم نسخ الله ذلك بالفرائض، عن ابن عباس، وابن زيد. وثالثها: إنهم الذين كانوا يتبنون أبناء غيرهم في الجاهلية، ومنهم زيد مولى رسول الله، فأمروا في الاسلام أن يوصوا لهم عند الموت بوصية، فذلك قوله (فآتوهم نصيبهم) عن سعيد بن المسيب (إن الله كان على كل شئ شهيدا): أي لم يزل عالما بجميع الأشياء، مطلعا عليها، جليها وخفيها.
(الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قنتت حفظت للغيب بما حفظ الله والتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا [34] (1) القراءة: قرأ أبو جعفر وحده (بما حفظ الله) بالنصب، والباقون بالرفع، وقرئ في الشواذ (فالصوالح قوانت) قرأه طلحة بن مصرف.
الحجة: قوله (حفظ الله) يكون على حذف المضاف، كأنه قال حفظ عهد الله، أو دين الله، كقوله تعالى (وإن تنصروا الله): أي تنصروا دين الله، وحذف المضاف كثير في الكلام. والوجه في قراءة من قرأ (فالصوالح قوانت) أن جمع