ستلتهب من أفواههم، وأسماعهم، وآنافهم يوم القيامة، ليعلم أهل الموقف أنهم آكلة أموال اليتامى، عن السدي، وروي عن الباقر أنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يبعث ناس من قبورهم يوم القيامة، تأجج أفواههم نارا. فقيل له: يا رسول الله! من هؤلاء؟ فقرأ هذه الآية. والآخر: أنه ذكر على وجه المثل، من حيث إن من فعل ذلك يصير إلى جهنم، فتمتلئ بالنار أجوافهم، عقابا على أكلهم مال اليتيم، كما قال الشاعر:
وإن الذي أصبحتم تحلبونه * دم غير أن اللون ليس بأحمرا (1) يصف أقواما أخذوا الإبل في الدية يقول: إنما تحلبون دم القتيل منها، لا الألبان.
(وسيصلون سعيرا): أي سيلزمون النار المسعرة للإحراق، وإنما ذكر البطون تأكيدا، كما يقال: نظرت بعيني، وقلت بلساني، وأخذت بيدي، ومشيت برجلي.
وروى الحلبي عن الصادق عليه السلام قال: " إن في كتاب علي بن أبي طالب أن من أكل مال اليتيم ظلما، سيدركه وبال ذلك في عقبه من بعده، ويلحقه وبال ذلك في الآخرة. أما في الدنيا فإن الله يقول (وليخش الذين لو تركوا) الآية، وأما في الآخرة، فإن الله يقول (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما) الآية.
(يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث فإن كان له إخوة فلأمه السدس من بعد وصية يوصي بها أو دين آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا فريضة من الله إن الله كان عليما حكيما [11] القراءة: قرأ أهل المدينة: (وإن كانت واحدة) بالرفع، والباقون بالنصب.