كفروا) فأضاف الكفر إليهم.
(ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا [89] المعنى: ثم بين تعالى أحوال هؤلاء المنافقين فقال (ودوا): أي ود هؤلاء المنافقون الذين اختلفتم في أمرهم، يعني تمنوا (لو تكفرون) أنتم بالله ورسوله (كما كفروا) هم (فتكونون سواء): أي فتستوون أنتم وهم، وتكونون مثلهم كفارا، ثم نهى تعالى المؤمنين أن يوادوهم، فقال (فلا تتخذوا منهم أولياء): أي فلا تستنصروهم، ولا تستنصحوهم، ولا تستعينوا بهم في الأمور (حتى يهاجروا):
أي حتى يخرجوا من دار الشرك، ويفارقوا أهلها المشركين بالله (في سبيل الله): أي في ابتغاء دينه، وهو سبيله، فيصيروا عند ذلك مثلكم، لهم ما لكم، وعليهم ما عليكم، وهذا قول ابن عباس. وإنما سمي الدين سبيلا وطريقا، لان من يسلكه أداه إلى النعمة، وساقه إلى الجنة (فإن تولوا): أي أعرضوا عن الهجرة في سبيل الله، عن ابن عباس (فخذوهم) أيها المؤمنون (واقتلوهم حيث وجدتموهم): أي أين أصبتموهم من أرض الله من الحل والحرم. (ولا تتخذوا منهم وليا): أي خليلا (ولا نصيرا): أي ناصرا ينصركم على أعدائكم.
(إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق أو جاؤوكم حصرت صدورهم أن يقتلوكم أو يقتلوا قومهم ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقتلوكم فإن اعتزلوكم فلم يقتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا [90] اللغة: الحصر: الضيق، وكل من ضاقت نفسه عن شئ من فعل أو كلام يقال قد حصر، ومنه الحصر في القراءة. والحصر: اعتقال البطن. والاعتزال: أن يتنحى الرجل عن الشئ، يقال: اعتزلت البيت، وتعزلته، قال الأحوص: