أحيي وأميت، فاستبقي واحدا، وقتل الآخر.
وقوله (ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات) معناه: ولقد أتت بني إسرائيل الذي ذكرنا قصصهم وأخبارهم رسلنا بالبينات الواضحة، والمعجزات الدالة على صدقهم، وصحة نبوتهم (ثم إن كثيرا منهم) يعني من بني إسرائيل (بعد ذلك في الأرض لمسرفون) أي: مجاوزون حد الحق بالشرك، عن الكلبي وبالقتل عن غيره، والأولى أن يكون عاما في كل مجاوز عن حق، ويؤيده ما روي عن أبي جعفر عليه السلام المسرفون: هم الذين يستحلون المحارم، ويسفكون الدماء.
(إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم [33] إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم [34] اللغة: أصل النفي: الإهلاك بالإعدام، ومنه النفاية لردئ المتاع، ومنه النفي: وهو ما تطاير من الماء عن الدلو، قال الراجز:
كأن متنيه من النفي * مواقع الطير على الصفي (1) والنفي: الطرد، قال أوس بن حجر:
ينفون من طرق الكرام كما * ينفي المطارق ما يلي القرد (2) والخزي: الفضيحة، يقال خزي يخزى خزيا: إذا افتضح. وخزي يخزى خزاية، فهو خزيان: إذا استحيى. وخزوته أخزوه: إذا سسته، ومنه قول لبيد