إبراهيم: ما روي في التفسير أن إبراهيم كان يضيف الضيفان، ويطعم المساكين، وإن الناس أصابهم جدب، فارتحل إبراهيم إلى خليل له بمصر، يلتمس منه طعاما لأهله، فلم يصب ذلك عنده، فلما قرب من أهله، مر بمفازة ذات رمل، لينة فملأ غرائره (1) من ذلك الرمل، لئلا يغم أهله برجوعه من غير مبرة (2)، فحول الله ما في غرائره دقيقا. فلما وصل إلى أهله، دخل البيت ونام استحياء منهم، ففتحوا الغرائر، وعجنوا من الدقيق، وخبزوا، وقدموا إليه طعاما طيبا فسألهم: من أين خبزوا؟ قالوا: من الدقيق الذي جئت به من عند خليلك المصري! فقال: أما إنه خليلي، وليس بمصري. فسماه الله سبحانه خليلا ". رواه علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله عليه السلام.
ثم بين سبحانه أنه إنما اتخذ إبراهيم خليلا لطاعته، ومسارعته إلى رضاه، لا لحاجة منه سبحانه إلى خلته فقال: (ولله ما في السماوات وما في الأرض) ملكا وملكا، فهو مستغن عن جميع خلقه، والخلق محتاجون إليه (وكان الله بكل شئ محيطا) يعني: لم يزل سبحانه عالما بجميع ما يفعله عباده، ومعنى المحيط بالشئ أنه العالم به من جميع وجوهه " (ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتب في يتامى النساء التي لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون أن تنكحوهن والمستضعفين من الولدان وأن تقوموا لليتامى بالقسط وما تفعلوا من خير فإن الله كان به عليما [127] اللغة: الاستفتاء والاستقضاء بمعنى واحد، يقال فاتيته وقاضيته " قال الشاعر:
تعالوا نفاتيكم أأعيا وفقعس * إلى المجد أدنى أم عشيرة حاتم (3) هكذا أنشده الحسن بن علي المغربي (4) وهو استفعال من الفتيا: وهو الفتوى.