اللطف المؤدي إلى سلوك طريق الحق (ويخرجهم من الظلمات إلى النور) (1) لأن الكفر يتحير فيه صاحبه، كما يتحير في الظلام، ويهتدي بالايمان إلى النجاة، كما يهتدي بالنور (بإذنه) أي: بلطفه (ويهديهم إلى صراط مستقيم) أي: ويرشدهم إلى طريق الحق، وهو دين الاسلام، عن الحسن. وقيل إلى طريق الجنة، عن أبي علي الجبائي.
(لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شئ قدير [17] وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير [18] اللغة: الأحباء: جمع الحبيب، والحب، المحبة، وقد يكون بمعنى الإرادة، وقد يكون بمعنى الشهوة، وقد يستعمل في كل واحد منهما. يقال: أحب استقامة أمورك، وأحب جاريتي.
الإعراب: اللام في قوله (لقد كفر) جواب القسم، وتقديره. أقسم لقد كفر الذين قالوا، وإنما قال (وما بينهما) ولم يقل وما بينهن، مع أنه ذكر السماوات على الجمع، لأنه أراد به النوعين أو الصنفين، كما قال الشاعر:
طرقا فتلك هماهمي أقريهما * قلصا لواقح كالقسي وحولا (2)