الوقوع، كرمية من غير رام، لمساواتهما نادرا.
الإعراب: أصل بين أن يكون ظرفا، ثم استعمل اسما هنا، بإضافة شقاق إليه، كما قال: (هذا فراق بيني وبينك)، وقال: (ومن بيننا وبينك حجاب). وكان في الأصل (فإن خفتم): أي خشيتم شقاقا بينهما.
المعنى: لما قدم الله الحكم عند مخالفة أحد الزوجين صاحبه، عقبه بذكر الحكم عند التباس الامر في المخالفة فقال (وإن خفتم): أي خشيتم، وقيل:
علمتم. والأول أصح لأنه لو علم الشقاق يقينا، لما احتيج إلى الحكمين (شقاق بينهما): أي مخالفة وعداوة بين الزوجين، (فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها): أي وجهوا حكما من قوم الزوج، وحكما من قوم الزوجة، لينظرا فيما بينهما. والحكم: القيم بما يسند إليه. واختلف في المخاطب بإنفاذ الحكمين من هو؟ فقيل: هو السلطان الذي يترافع الزوجان إليه، عن سعيد بن جبير، والضحاك، وأكثر الفقهاء، وهو الظاهر في الاخبار عن الصادقين. وقيل: إنه الزوجان، وأهل الزوجين، عن السدي. واختلفوا في أن الحكمين هل لهما أن يفرقا بالطلاق إن رأياه؟ أم لا؟ فالذي رواه أصحابنا عنهم أنه ليس لهما ذلك، إلا بعد أن يستأمراهما ويرضيا بذلك، وقيل: إن لهما ذلك عن سعيد بن جبير، والشعبي، والسدي، وإبراهيم، ورواه عن علي عليه السلام. ومن ذهب إلى هذا القول، قال: إن الحكمين وكيلان.
(إن يريدا إصلاحا): يعني الحكمين، (يوفق الله بينهما) حتى يحكما بما فيه الصلاح. والضمير في (بينهما) عائد إلى الحكمين، عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، والسدي. وقيل: إن يرد الحكمان إصلاحا بين الزوجين، يوفق الله بين الزوجين: أي يؤلف بينهما، ويرفع ما بينهما من العداوة، والشقاق. (إن الله كان عليما) بما يريد الحكمان من الاصلاح والافساد (خبيرا) بما فيه مصالحكم، ومنافعكم.
(واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسنا وبذي القربى واليتامى والمسكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب