على الكتاب أنه من عند الله وحده لا شريك له، عن عطاء. (فلا تخشوا الناس واخشون) أي: لا تخشوا يا علماء اليهود الناس، في إظهار صفة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وأمر الرجم، واخشوني في كتمان ذلك، عن السدي، والكلبي.
وقيل: الخطاب للنبي وأمته أي: لا تخشوهم في إقامة الحدود وإمضائها على أهلها، كائنا من كان، واخشوني في ترك أمري، فإن النفع والضر بيدي، عن الحسن (ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا) أي لا تأخذوا بترك الحكم الذي أنزلته على موسى، أيها الأحبار عوضا خسيسا، وهو الثمن القليل. نهاهم الله تعالى بهذا عن أكل السحت على تحريفهم كتاب الله، وتغييرهم حكمه (ومن لم يحكم بما أنزل الله) معناه: من كتم حكم الله الذي أنزله في كتابه، وأخفاه، وحكم بغيره من رجم المحصن، والقود (فأولئك هم الكافرون) اختلف في ذلك: فمنهم من أجرى ظاهره على العموم، عن ابن مسعود، والحسن، وإبراهيم. ومنهم من خصه بالجاحد لحكم الله، عن ابن عباس. ومنهم من قال: هم اليهود خاصة، عن الجبائي، فإنه قال: لا حجة للخوارج فيها من حيث هي خاصة في اليهود، واختار علي بن عيسى القول الأول، ولذلك يقول من حكم بغير ما أنزل الله مستحلا لذلك، فهو كافر. وروى البراء بن عازب، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن قوله: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)، وبعده (فأولئك هم الظالمون)، وبعده (فأولئك هم الفاسقون) كل ذلك في الكفار خاصة، أورده مسلم في الصحيح، وبه قال ابن مسعود، وأبو صالح، والضحاك، وعكرمة، وقتادة.
(وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون [45] القراءة: قرأ الكسائي العين وما بعده، كله بالرفع. وقرأ أبو جعفر، وابن كثير، وابن عامر، وأبو عمر: كلها بالنصب إلا قوله (والجروح قصاص) فإنهم قرأوا بالرفع. والباقون ينصبون جميع ذلك، وكلهم ثقل الأذن إلا نافعا، فإنه خففها في