لهم ادخلوا الباب سجدا) يعني (باب حطة)، وقد مر بيانه هناك. (وقلنا لهم لا تعدوا في السبت) أي: لا تتجاوزوا في يوم السبت، ما أبيح لكم، إلى ما حرم عليكم، عن قتادة قال: أمرهم الله أن لا يأكلوا الحيتان يوم السبت، وأجاز لهم ما عداه (وأخذنا منهم ميثاقا غليظا) أي: عهدا وثيقا وكيدا بأن يأتمروا بأوامره، وينتهوا عن مناهيه وزواجره.
(فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا [155] وبكفرهم وقولهم على مريم بهتنا عظيما [156] وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا [157] بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما [158] اللغة: البهتان: الكذب الذي يتحير فيه من شدته وعظمته، وقد مر معنى المسيح في سورة آل عمران. يقال: قتلت الشئ خبرا وعلما أي: علمته علما تاما، وذلك لان القتل هو التذليل، ويكون كالدرس أنه من التذليل، ومنه الرسم الدارس لذلته. فقولك: درست العلم بمعنى ذللته. ويقال في المثل: " قتل أرضا عالمها وقتلت أرض جاهلها ". قال الأصمعي: معناه ضبط الامر من يعلمه. وأقول:
معناه إن العالم يغلب أهل أرضه، والجاهل مغلوب مقهور، كما أن الجاهل بالطريق لا يهتدي فيتردد فيه.
الاعراب: ما في قوله (فبما نقضهم) لغو أي: فبنقضهم، ومعناه التوكيد أي:
فبنقضهم ميثاقهم حقا والجالب للباء في (فبنقضهم) والعامل فيه قيل إنه محذوف أي: لعناهم. وقيل: العامل فيه قوله (حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم). وقوله:
(فبظلم من الذين) بدل من قوله (فبنقضهم) عن الزجاج. وعلى هذا فقوله (بل طبع الله عليها بكفرهم) إلى آخر الآية اعتراض، وكذلك قوله (وما قتلوه وما صلبوه) إلى قوله (شهيدا) وقوله: (عيسى بن مريم) عطف بيان ركب مع ابن وجعل كاسم