والتهديد. وفي الآية دلالة على فساد قول من قال: إن الله يعذب الأطفال بذنوب الآباء، ويعذب الميت ببكاء الحي عليه.
(يا أيها الذين آمنوا شهدة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم إن أنتم ضربتم في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله إن ارتبتم لا نشتري به ثمنا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهدة الله إنا إذا لمن الآثمين [106] القراءة: روي في الشواذ، عن الحسن، والشعبي، والأعرج: (شهادة بينكم). وعن الأعرج أيضا: (شهادة بينكم) بالنصب. وروي عن علي، والشعبي، بخلاف، ونعيم بن ميسرة، أنهم قرأوا: (شهادة آلله) بنصب (شهادة) والمد في (الله)، وهو قراءة يعقوب، والشعبي، برواية روح، وزيد. وروي (شهادة الله) مقصورة عن الحسن، ويحيى بن يعمر، وسعيد بن جبير، والكلبي، والشعبي.
، الحجة: أما قول (شهادة) بالرفع (بينكم) بالنصب. فعلى نحو القراءة المشهورة (شهادة بينكم) إلا أنه حذف التنوين، فانجر الاسم، ويجوز أن يكون المضاف محذوفا من آخر الكلام، أي: شهادة بينكم شهادة اثنين أي: ينبغي أن تكون الشهادة المعتمدة هكذا. وأما شهادة بينكم بالنصب والتنوين فعلى إضمار فعل أي: ليقم شهادة بينكم اثنان ذوا عدل. وأما قوله (ولا نكتم شهادة) فهو أعم من قراءة الجماعة المشهورة (شهادة الله) بالإضافة. وأما المد في (الله) فعلى أن همزة الاستفهام صارت عوضا من حرف القسم، ووقوا همزة الله من الحذف الذي كان يجب فيها من حيث كانت موصولة، ثم فصل بين الهمزتين بألف كما في قوله (آلذكرين حرم أم الأنثيين) وأما (الله) مقصورة بالجر، فعلى ما حكاه سيبويه أن منهم من يحذف حرف القسم ولا يعوض منه همزة الاستفهام، فيقول: الله لقد كان كذا، وذلك لكثرة الاستعمال، وأما تقدير الكلام، فعلى أنه يقول: أتقسم بالله أي:
أتقدم على هذا اليمين، وهذا إنما يكون على وجه الإعظام لليمين، والتهيب لها.
الاعراب: قال الزجاج: (شهادة بينكم) يرتفع من وجهين أحدهما: أن يرتفع