(16) حدثنا عبد الله بن نمير عن الحارث بن حصيرة قال حدثني أبو سليمان الجهني - يعني زيد بن وهب قال: سمعت عليا على المنبر وهو يقول: أنا عبد الله وأخو رسوله صلى الله عليه وسلم، لم يقلها أحد قبلي ولا يقولها أحد بعدي إلا كذاب مفتر.
(17) حدثنا علي بن هاشم عن ابن أبي ليلى عن الحكم والمنهال وعيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: كان علي يخرج في الشتاء في إزار ورداء ثوبين خفيفين، وفي الصيف في القباء المحشو والثوب الثقيل، فقال الناس لعبد الرحمن: لو قلت لأبيك فإنه يسهر معه، فسألت أبي فقلت: إن الناس قد رأوا من أمير المؤمنين شيئا استنكروه، قال:
وما ذاك؟ قال: يخرج في الحر الشديد في القباء، المحشو والثوب الثقيل ولا يبالي ذلك، ويخرج في البرد الشديد في الثوبين الخفيفين والملاءتين لا يبالي ذلك ولا يتقي بردا، فهل سمعت في ذلك شيئا، فقد أمروني أن أسألك أن تسأله إذا سمرت عنده، فسمر عنده فقال: يا أمير المؤمنين! إن الناس قد تفقدوا منك شيئا، قال: وما هو؟ قال: تخرج في الحر الشديد في القباء المحشو والثوب الثقيل وتخرج في البرد الشديد في الثوبين الخفيفين وفي الملاءتين لا تبالي ذلك ولا تتقي بردا، قال: وما كنت معنا يا أبا ليلى بخيبر؟ قال:
قلت: بلى، والله قد كنت معكم، قال: فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر فسار بالناس فانهزم حتى رجع إليه، وبعث عمر فانهزم بالناس حتى انتهى إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا عطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، يفتح الله له، ليس بفرار، فأرسل إلي فدعاني، فأتيته وأنا أرمد لا أبصر شيئا، فتفل في عني وقال: اللهم اكفه الحر والبرد "، قال: فما آذاني بعد حر ولا برد.
(18) حدثنا أسود بن عامر عن شريك عن منصور عن ربعي عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يا معشر قريش ليبعثن الله عليكم رجلا منكم قد امتحن الله قلبه للايمان فيضربكم أو يضرب رقابكم، فقال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا، فقال عمر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا، ولكنه خاصف النعل "، وكان أعطى عليا نعله يخصفها.
(19) حدثنا ابن أبي عتيبة عن أبيه عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال: كنا جلوسا في المسجد فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس إلينا ولكأن على رؤوسنا الطير، لا يتكلم أحد منا، فقال: إني منكم رجلا يقاتل الناس على تأويل