عليه بالحجج حتى يقال: فشأنك به فيأخذ بيده، فما يرسله حتى يكبه على منخره في النار، ويؤتى برجل صالح قد كان حمله وحفظ أمره فيتمثل خصما له دونه فيقول:
يا رب حملته إياي فخير حامل، حفظ حدودي وعمل بفرائضي واجتنب معصيتي واتبع طاعتي، فما يزال يقذف له بالحج حتى يقال: شأنك به، فيأخذ بيده فما يرسله حتى يلبسه حلة الإستبرق ويعقد عليه تاج الملك ويسقيه كأس الخمر ".
(2) حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا بشير بن المهاجر قال حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول: " إن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب يقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك، فيقول له: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة، قال: فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين، لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذا؟ قال: فيقال لهما: بأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال له: اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام يقرأ هذا كان أو ترتيلا ".
(3) حدثنا زيد بن الحباب قال حدثنا موسى بن عبيدة الربذي قال حدثنا سعيد بن أبي سعيد المقبري عن عثمان بن الحكم عن كعب أنه قال: يمثل القرآن لمن كان يعمل به في الدنيا يوم القيامة كأحسن صورة رآها وأحسنها وجها وأطيبها ريحا فيقوم بجنب صاحبه فكلما جاءه روع هدأ روعه وسكنه وبسط له أمله فيقول له: جزاك الله خيرا من صاحب، فما أحسن صورتك وأطيب ريحك، فيقول له: أما تعرفني تعال اركبني، فطالما ركبتك في الدنيا، أنا عملك، إن عملك كان حسنا، فترى صورتي حسنة، وكان طيبا فترى ريحي طيبة، فيحمله فيوافي به الرب تبارك وتعالى فيقول: يا رب هذا فلان - وهو أعرف به منه - قد شغلته في أيامه في حياته في الدنيا، أظمأت نهاره وأسهرت ليله، فشفعني فيه، فيوضع تاج الملك على رأسه، ويكسى حلة الملك، فيقول: يا رب قد كنت أرغب له عن هذا وأرجو له منك أفضل من هذا، فيعطي الخلد بيمينه والنعمة بشماله، فيقول: يا رب