و الترمذي و صححه بن حبان و ورد من فعله أيضا من حديث علي بن أبي طالب أخرجه الترمذي و النسائي و فيه أنه كان يصلي قبل العصر أربعا و ليسا على شرط البخاري (قوله عن الحسين) هو ابن ذكوان المعلم (قوله حدثني عبد الله المزني) هو ابن مغفل بالمعجمة و الفاء المشددة (قوله صلوا قبل صلاة المغرب) زاد أبو داود في روايته عن الفربري عن عبد الوارث بهذا الإسناد صلوا قبل المغرب ركعتين ثم قال صلوا قبل المغرب ركعتين و أعادها الإسماعيلي من هذا الوجه ثلاث مرات و هو موافق لقوله في رواية المصنف قال في الثالثة لمن شاء و في رواية أبي نعيم في المستخرج صلوا قبل المغرب ركعتين قالها ثلاثا ثم قال لمن شاء (قوله كراهية أن يتخذها الناس سنة) قال المحب الطبري لم يرد نفي استحبابها لأنه لا يمكن أن يأمر بما لا يستحب بل هذا الحديث من أقوى الأدلة على استحبابها و معنى قوله سنة أي شريعة و طريقة لازمة وكأن المراد انحطاط مرتبتها عن رواتب الفرائض و لهذا لم يعدها أكثر الشافعية في الرواتب و استدركها بعضهم و تعقب بأنه لم يثبت أن النبي صلى الله عليه و سلم واظب عليها و تقدم الكلام على ذلك مبسوطا في باب كم بين الأذان و الإقامة من أبواب الأذان (قوله اليزني) بفتح التحتانية و الزاي بعدها نون و هو مصري و كذا بقية رجال الإسناد سوى شيخ البخاري و قد دخلها (قوله الا أعجبك) بضم أوله و تشديد الجيم من التعجب (قوله من أبي تميم) هو عبد الله بن مالك الجيشاني بفتح الجيم و سكون التحتانية بعدها معجمه تابعي كبير مخضرم أسلم في عهد النبي صلى الله عليه و سلم و قرأ القرآن على معاذ بن جبل ثم قدم في زمن عمر فشهد فتح مصر وسكنها قال ابن يونس و قد عده جماعة في الصحابة لهذا الإدراك و لم يذكر المزي في التهذيب أن البخاري أخرج له و هو على شرطه فيرد عليه بهذا الحديث (قوله يركع ركعتين) زاد الإسماعيلي حين يسمع أذان المغرب و فيه فقلت لعقبه و أنا أريد أن أغمصه و هو بمعجمة ثم مهمله أي أعيبه (قوله فقال عقبة الخ) استدل به على امتداد وقت المغرب و لا حجة فيه كما بيناه في الباب السابق و قال قوم إنما تستحب الركعتان المذكورتان لمن كان متأهبا بالطهر و ستر العورة لئلا يؤخر المغرب عن أول وقتها و لا شك أن ايقاعها في أول الوقت أولى و لا يخفى أن محل استحبابهما ما لم تقم الصلاة و قد تقدم الكلام على بقية فوائده في الباب السابق و فيه رد على قول القاضي أبي بكر بن العربي لم يفعلهما أحد بعد الصحابة لأن أبا تميم تابعي و قد فعلهما و ذكر الأثرم عن أحمد أنه قال ما فعلتهما الا مرة واحدة حين سمعت الحديث و فيه أحاديث جياد عن النبي صلى الله عليه و سلم و الصحابة و التابعين الا أنه قال لمن شاء فمن شاء صلى (قوله باب صلاة النوافل جماعة) قيل مراده النفل المطلق و يحتمل ما هو أعم من ذلك (قوله ذكره أنس و عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم) أما حديث أنس فأشار به إلى حديثه في صلاة النبي صلى الله عليه و سلم في بيت أم سليم و فيه فصففت أنا و اليتيم و راءه الحديث و قد تقدم في الصفوف و غيرها و أما حديث عائشة فأشار به إلى حديثها في صلاة النبي صلى الله عليه و سلم بهم في المسجد بالليل وقد تقدم الكلام عليه في باب التحريض على قيام الليل (قوله حدثنا إسحاق) قيل هو ابن راهويه فإن هذا الحديث وقع في مسنده بهذا الإسناد لكن في لفظه مخالفة يسيره فيحتمل أن يكون إسحاق شيخ البخاري فيه هو ابن منصور (قوله أخبرنا يعقوب) التعبير بالأخبار قرينة في كون إسحق هو بن راهويه لأنه لا يعبر عن شيوخه الا بذلك
(٤٩)