الباب وقد نقل عن أحمد وبعض الشافعية كراهة موت الفجأة ونقل النووي عن بعض القدماء أن جماعة من الأنبياء والصالحين ماتوا كذلك قال النووي وهو محبوب للمراقبين (قلت) وبذلك يجتمع القولان (قوله حدثنا محمد بن جعفر) أي ابن أبي كثير المدني (قوله أن رجلا) هو سعد بن عبادة واسم أمه عمرة وسيأتي حديثه والكلام عليه في الوصايا إن شاء الله تعالى (قوله افتلتت) بضم المثناة وكسر اللام أي سلبت على ما لم يسم فاعله يقال أفتلت فلان أي مات فجأة وافتلتت نفسه كذلك وضبطه بعضهم بفتح السين أما على التمييز وأما على أنه مفعول ثان والفلتة و الافتلات ما وقع بغتة من غير روية و ذكره ابن قتيبة بالقاف وتقديم المثناة و قال هي كلمة تقال لمن قتله الحب و لمن مات فجأة و المشهور في الرواية بالفاء و الله أعلم (قوله باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه و سلم و أبي بكر و عمر) قال ابن رشيد قال بعضهم مراده بقوله قبر النبي صلى الله عليه و سلم المصدر من قبرته قبرا و الأظهر عندي أنه أراد الاسم و مقصوده بيان صفته من كونه مسنما أو غير مسنم و غير ذلك بما يتعلق بعضه ببعض (قوله قول الله عز وجل فاقبره) يريد تفسير الآية ثم أماته فأقبره أي جعله ممن يقبر لا ممن يلقى حتى تأكله الكلاب مثلا و قال أبو عبيدة في المجاز أقبره أمر بأن يقبر (قوله أقبرت الرجل إذا جعلت له قبرا وقبرته دفنته) قال يحيى الفراء في المعاني يقال أقبره جعله مقبورا و قبره دفنه (قوله كفاتا الخ) روى عبد بن حميد من طريق مجاهد قال في قوله ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء و أمواتا قال يكونون فيها ما أرادوا ثم يدفنون فيها ثم أورد المصنف في الباب أحاديث * أولها حديث عائشة أن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتعذر في مرضه و قد ضبط في روايتنا بالعين المهملة و الذال المعجمة أي يتمنع و حكى ابن التين أنه في رواية القابسي بالقاف و الدال المهملة أي يسأل عن قدر ما بقي إلى يومها لأن المريض يجد عند بعض أهله من الأنس ما لا يجد عند بعض و سيأتي الكلام على فوائد هذا الحديث و الذي بعده في باب الوفاة النبوية آخر المغازي أن شاء الله تعالى و المقصود من ايرادهما هنا بيان أنه صلى الله عليه و سلم دفن في بيت عائشة و تقدم ثانيهما في باب ما يكره من اتخاذ القبور على المساجد من طريق هلال المذكور و في باب بناء المسجد على القبر من وجه آخر و في أبواب المساجد أيضا (قوله و عن هلال) يعني بالإسناد المذكور إليه (قوله كناني عروة بن الزبير) أي الذي روى عنه ذلك الحديث و اختلف في كنية هلال فالمشهور أنه أبو عمرو و قيل أبو أمية و قيل أبو الجهم (قوله عن سفيان التمار) هو ابن دينار على الصحيح و قيل ابن زياد و الصواب أنه غيره و كل منهما عصفري كوفي و هو من كبار أتباع التابعين و قد لحق عصر الصحابة و لم أر له رواية عن صحابي (قوله مسنما) أي مرتفعا زاد أبو نعيم في المستخرج و قبر أبي بكر و عمر كذلك و استدل به على أن المستحب تسنيم القبور و هو قول أبي حنيفة و مالك و أحمد و المزني و كثير من الشافعية و ادعى القاضي حسين اتفاق الأصحاب عليه و تعقب بأن جماعة من قدماء الشافعية استحبوا التسطيح كما نص عليه الشافعي و به جزم الماوردي و آخرون و قول سفيان التمار لا حجة فيه كما قال البيهقي لاحتمال أن قبره صلى الله عليه وسلم لم يكن في الأول مسنما فقد روى أبو داود و الحاكم من طريق القاسم بن محمد بن أبي بكر قال دخلت على عائشة فقلت يا أمه اكشفي لي عن قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم و صاحبيه فكشفت له عن ثلاثة قبور لا مشرفة ولا لاطئة
(٢٠٣)