زاد سليمان بن المغيرة عن ثابت عند مسلم فقالت يا أبا طلحة أرأيت لو أن قوما أعاروا أهل بيت عارية فطلبوا عاريتهم ألهم أن يمنعوهم قال لا قالت فأحتسب ابنك فغضب و قال تركتني حتى تلطخت ثم أخبرتني بابني و في رواية عبد الله فقالت يا أبا طلحة أرأيت قوما أعاروا متاعا ثم بدا لهم فيه فأخذوه فكأنهم وجدوا في أنفسهم زاد حماد في روايته عن ثابت فأبوا أن يردوها فقال أبو طلحة ليس لهم ذلك إن العارية مؤداة إلى أهلها ثم اتفقا فقالت إن الله أعارنا فلانا ثم أخذه منا زاد حماد فاسترجع (قوله لعل الله أن يبارك لكما في ليلتكما) في رواية الأصيلي لهما في ليلتهما و وقع في رواية أنس بن سيرين اللهم بارك لهما و لا تعارض بينهما فيجمع بأنه دعا بذلك و رجا إجابة دعائه و لم تختلف الرواة عن ثابت و كذا عن حميد في أنه قال بارك الله لكما في ليلتكما و عرف من رواية أنس بن سيرين أن المراد الدعاء و إن كان لفظه لفظ الخبر و في رواية أنس بن سيرين من الزيادة فولدت غلاما و في رواية عبد الله بن عبد الله فجاءت بعبد الله بن أبي طلحة و سيأتي الكلام على قصة تحنيكه و غير ذلك حيث ذكره المصنف في العقيقة (قوله قال سفيان) هو ابن عيينة بالإسناد المذكور (قوله فقال رجل من الأنصار الخ) هو عباية بن رفاعة لما أخرجه سعيد ابن منصور و مسدد و ابن سعد و البيهقي في الدلائل كلهم من طريق سعيد بن مسروق عن عباية ابن رفاعة قال كانت أم أنس تحت أبي طلحة فذكر القصة شبيهة بسياق ثابت عن أنس و قال في آخره فولدت له غلاما قال عباية فلقد رأيت لذلك الغلام سبع بنين كلهم قد ختم القرآن و أفادت هذه الرواية أن في رواية سفيان تجوزا في قوله لهما لأن ظاهره أنه من ولدهما بغير واسطة و إنما المراد من أولاد ولدهما المدعو له بالبركة و هو عبد الله بن أبي طلحة و وقع في رواية سفيان تسعة و في هذه سبعة فلعل في أحدهما تصحيفا أو المراد بالسبعة من ختم القرآن كله و بالتسعة من قرأ معظمه و له من الولد فيما ذكر ابن سعد و غيره من أهل العلم بالأنساب إسحق و إسماعيل و عبد الله و يعقوب و عمرو القاسم و عمارة و إبراهيم و عمير و زيد و محمد و أربع من البنات و في قصة أم سليم هذه من الفوائد أيضا جواز الأخذ بالشدة و ترك الرخصة مع القدرة عليها و التسلية عن المصائب و تزيين المرأة لزوجها و تعرضها لطلب الجماع منه و اجتهادها في عمل مصالحه و مشروعية المعاريض الموهمة إذا دعت الضرورة إليه و شرط جوازها أن لا تبطل حقا لمسلم و كان الحامل لأم سليم على ذلك المبالغة في الصبر و التسليم لأمر الله تعالى و رجاء إخلافه عليها ما فات منها إذ لو أعلمت أبا طلحة بالأمر في أول الحال تنكد عليه وقته و لم تبلغ الغرض الذي أرادته فلما علم الله صدق نيتها بلغها مناها و أصلح لها ذريتها و فيه إجابة دعوة النبي صلى الله عليه و سلم و أن من ترك شيئا عوضه الله خيرا منه و بيان حال أم سليم من التجلد و جودة الرأي و قوة العزم و سيأتي في الجهاد و المغازي أنها كانت تشهد القتال و تقوم بخدمة المجاهدين إلى غير ذلك مما انفردت به عن معظم النسوة و سيأتي شرح حديث أبي عمير عما فعل النغير مستوفى في أواخر كتاب الأدب و فيه بيان ما كان سمي به غير الكنية التي اشتهر بها (قوله باب الصبر عند الصدمة الأولى) أي هو المطلوب المبشر عليه بالصلاة و الرحمة و من هنا تظهر مناسبة إيراد أثر عمر في هذا الباب و قد تقدم الكلام على المتن المرفوع مستوفى في باب زيارة القبور (قوله و قال عمر) أي
(١٣٧)