الكلام على أحاديث الشفاعة أن شاء الله تعالى و استدل بقوله الذي يطعن نفسه يطعنها في النار على أن القصاص من القاتل يكون بما قتل به اقتداء بعقاب الله تعالى لقاتل نفسه و هو استدلال ضعيف * (تنبيه) * قوله في حديث الباب يطعنها هو بضم العين المهملة كذا ضبطه في الأصول (قوله باب ما يكره من الصلاة على المنافقين و الاستغفار للمشركين) قال الزين بن المنير عدل عن قوله كراهة الصلاة على المنافقين لينبه على الامتناع من طلب المغفرة لمن لا يستحقها لا من جهة العبادة الواقعة من صورة الصلاة فقد تكون العبادة طاعة من وجه معصية من وجه و الله أعلم (قوله رواه ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم) كأنه يشير إلى حديثه في قصة الصلاة على عبد الله بن أبي أيضا و قد تقدم في باب القميص الذي يكف ثم أورد المصنف الحديث المذكور من طريق ابن عباس عن عمر بن الخطاب و سيأتي من هذا الوجه أيضا في التفسير (قوله باب ثناء الناس على الميت) أي مشروعيته و جوازه مطلقا بخلاف الحي فإنه منهى عنه إذا أفضى إلى الاطراء خشية عليه من الزهو أشار إلى ذلك الزين بن المنير (قوله مر) بضم الميم على البناء للمجهول (قوله فأثنوا عليها خيرا) في رواية النضر بن أنس عن أبيه عند الحاكم كنت قاعدا عند النبي صلى الله عليه و سلم فمر بجنازة فقال ما هذه الجنازة قالوا جنازة فلان الفلاني كان يحب الله و رسوله و يعمل بطاعة الله و يسعى فيها و قال ضد ذلك في التي أثنوا عليها شرا ففيه تفسير ما أبهم من الخير و الشر في رواية عبد العزيز و للحاكم أيضا من حديث جابر فقال بعضهم لنعم المرء لقد كان عفيفا مسلما و فيه أيضا فقال بعضهم بئس المرء كان إن كان لفظا غليظا (قوله وجبت) في رواية إسماعيل بن علية عن عبد العزيز عند مسلم وجبت وجبت وجبت ثلاث مرات و كذا في رواية النضر المذكورة قال النووي و التكرار فيه لتأكيد الكلام المبهم ليحفظ و يكون أبلغ (قوله فقال عمر) زاد مسلم فداء لك أبي و أمي و فيه جواز قول مثل ذلك (قوله قال هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة) فيه بيان لأن المراد بقوله وجبت أي الجنة لذي الخير و النار لذي الشر و المراد بالوجوب الثبوت إذ هو في صحة الوقوع كالشئ الواجب و الأصل أنه لا يجب على الله شئ بل الثواب فضله و العقاب عدله لا يسأل عما يفعل و في رواية مسلم من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة و نحوه للإسماعيلي من طريق عمرو بن مرزوق عن شعبة و هو أبين في العموم من رواية آدم و فيه رد على من زعم أن ذلك خاص بالميتين المذكورين لغيب اطلع الله نبيه عليه و إنما هو خبر عن حكم أعلمه الله به (قوله أنتم شهداء الله في الأرض) أي المخاطبون بذلك من الصحابة و من كان على صفتهم من الإيمان و حكى ابن التين أن ذلك مخصوص بالصحابة لأنهم كانوا ينطقون بالحكمة بخلاف من بعدهم قال و الصواب أن ذلك يختص بالمتقيات و المتقين انتهى و سيأتي في الشهادات بلفظ المؤمنون شهداء الله في الأرض و لأبي داود من حديث أبي هريرة في نحو هذه القصة أن بعضكم على بعض لشهيد و سيأتي مزيد بسط فيه في الكلام على الحديث الذي بعده قال النووي و الظاهر أن الذي اثنوا عليه شرا كان من المنافقين (قلت) يرشد إلى ذلك ما رواه أحمد من حديث أبي قتادة بإسناد صحيح أن صلى الله عليه و سلم لم يصل على الذين اثنوا عليه شرا و صلى على الآخر (قوله حدثنا عفان) كذا للأكثر و ذكر أصحاب الأطراف أنه أخرجه قائلا فيه قال عفان و بذلك جزم البيهقي و قد وصله أبو بكر بن
(١٨١)