جبريل ليس ذكره في هذا الباب في موضعه انتهى و قد ظهر بسياق تكملة المتن وجه المطابقة و ذلك أنه أراد أن ينبه على أن الحديث واحد لاتحاد مخرجه وأن كان السبب مختلفا لكنه في قصه واحدة كما أوضحناه وسيأتي بقية الكلام على حديث جندب في التفسير أن شاء الله تعالى و قد وقع في رواية قيس بن الربيع التي ذكرتها فلم يطلق القيام و كان يحب التهجد (قوله باب تحريض النبي صلى الله عليه و سلم) يعني أمته أو المؤمنين على قيام الليل في رواية الأصيلي و كريمة صلاة الليل و النوافل من غير إيجاب قال ابن المنير اشتملت الترجمة على أمرين التحريض و نفي الإيجاب فحديث أم سلمة و على للأول و حديث عائشة للثاني (قلت) بل يؤخذ من الأحاديث الأربعة نفي الإيجاب و يؤخذ التحريض من حديثي عائشة من قولها كان يدع العمل و هو يحبه لأن كل شئ أحبه استلزم التحريض عليه لولا ما عارضه من خشية الافتراض كما سيأتي تقريره و قد تقدم حديث أم سلمة و الكلام عليه في كتاب العلم قال ابن رشيد كأن البخاري فهم أن المراد بالايقاظ الايقاظ للصلاة لا لمجرد الاخبار بما انزل لأنه لو كان لمجرد الأخبار لكان يمكن تأخيره إلى النهار لأنه لا يفوت قال و يحتمل أن يقال أن لمشاهدة حال المخبر حينئذ أثرا لا يكون عند التأخير فيكون الايقاظ في الحال أبلغ لوعيهن ما يخبرهن به ولسمعهن ما يعظهن به و يحتمل أن يكون مراد البخاري بقوله قيام الليل ما هو أعم من الصلاة و القراءة والذكر و سماع الموعظة و التفكر في الملكوت و غير ذلك و يكون قوله و النوافل من عطف الخاص على العام قلت و هذا على رواية الأكثر كما بينته لا على رواية الأصيلي و كريمة و ما نسبه إلى فهم البخاري أولا هو المعتمد فإنه وقع في رواية شعيب عن الزهري عند المصنف في الأدب و غيره في هذا الحديث من يوقظ صواحب الحجر يريد أزواجه حتى يصلين فظهرت مطابقة الحديث للترجمة و أن فيه التحريض على صلاة الليل و عدم الإيجاب يؤخذ من ترك الزامهن بذلك و جرى البخاري على عادته في الحوالة على ما ورد في بعض طرق الحديث الذي يورده و ستأتي بقية فوائد حديث أم سلمة في الفتن و عبد الله المذكور في إسناده هو ابن المبارك و أما حديث على فعلي بن الحسين المذكور في إسناده هو زين العابدين و هذا من أصح الأسانيد و من أشرف التراجم الواردة فيمن روى عن أبيه عن جده و حكى الدارقطني أن كاتب الليث رواه عن الليث عن عقيل عن الزهري فقال عن علي بن الحسين عن الحسن بن علي و كذا وقع في رواية حجاج بن أبي منيع عن جده عن الزهري في تفسير ابن مردويه و هو وهم و الصواب عن الحسين و يؤيده رواية حكيم بن حكيم عن الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه أخرجها النسائي و الطبري (قوله طرقه وفاطمة) بالنصب عطفا على الضمير و الطروق الإتيان صارت و على هذا فقوله ليلة للتأكيد و حكى ابن فارس أن معنى طرق أتى فعلى هذا يكون قوله ليلة لبيان وقت المجئ و يحتمل أن يكون المراد بقوله ليلة أي مرة واحدة (قوله الا تصليان) قال ابن بطال فيه فضيلة صلاة الليل و ايقاظ النائمين من الأهل والقرابة لذلك و وقع في رواية حكيم بن حكيم المذكورة و دخل النبي صلى الله عليه و سلم علي و على فاطمة من الليل فايقظنا للصلاة ثم رجع إلى بيته فصلى هويا من الليل فلم يسمع لنا حسا فرجع إلينا فايقظنا الحديث قال الطبري لولا ما علم النبي صلى الله عليه وسلم من عظم فضل الصلاة في الليل ما كان يزعج ابنته و ابن عمه في وقت جعله الله لخلقه سكنا لكنه أختار لهما احراز تلك
(٨)