الجيم (قوله في حجر امرأة من أهله) زاد مسلم فصاحت و له من وجه آخر من طريق أبي صخرة عن أبي برده و غيره قالوا أغمي على أبي موسى فأقبلت امرأته أم عبد الله تصيح برنة الحديث و للنسائي من طريق يزيد بن أوس عن أم عبد الله امرأة أبي موسى عن أبي موسى فذكر الحديث دون القصة و لأبي نعيم في المستخرج على مسلم من طريق ربعي قال أغمي على أبي موسى فصاحت امرأته بنت أبي دومة فحصلنا على أنها أم عبد الله بنت أبي دومة و أفاد عمر بن شبة في تاريخ البصرة أن اسمها صفية بنت دمون و إنها والدة أبي بردة بن أبي موسى و أن ذلك وقع حيث كان أبو موسى أميرا على البصرة من قبل عمر بن الخطاب رضي الله عنه (قوله إني برئ) في رواية الكشميهني أنا برئ و كذا لمسلم (قوله الصالقة) بالصاد المهملة و القاف أي التي ترفع صوتها بالبكاء و يقال فيه بالسين المهملة بدل الصاد و منه قوله تعالى سلقوكم بألسنة حداد و عن ابن الأعرابي الصلق ضرب الوجه حكاه صاحب المحكم و الأول أشهر و الحالقة التي تحلق رأسها عند المصيبة و الشاقة التي تشق ثوبها و لفظ أبي صخرة عند مسلم أنا برئ ممن حلق و سلق و خرق أي حلق شعره و سلق صوته أي رفعه و خرق ثوبه و قد تقدم الكلام على المراد بهذه البراءة قبل بباب (قوله باب ليس منا من ضرب الخدود) و تقدم الكلام عليه قبل بابين و عبد الرحمن المذكور في هذا الإسناد هو ابن مهدي (قوله باب ما ينهى من الويل و دعوى الجاهلية عند المصيبة) تقدم توجيه هذا التركيب و هذه الترجمة مع حديثها سقطت للكشميهني و ثبتت للباقين ثم أورد المصنف حديث ابن مسعود من وجه آخر و ليس فيه ذكر الويل المترجم به و كأنه أشار بذلك إلى ما ورد في بعض طرقه ففي حديث أبي أمامة عند ابن ماجة و صححه ابن حبان أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن الخامشة وجهها و الشاقة جيبها و الداعية بالويل الثبور و الظاهر أن ذكر دعوى الجاهلية بعد ذكر الويل من العام بعد الخاص (قوله باب من جلس عند المصيبة يعرف فيه الحزن) يعرف مبني للمجهول و من موصولة و الضمير لها و يحتمل أن يكون لمصدر جلس أي جلوسا يعرف و لم يفصح المصنف بحكم هذه المسألة و لا التي بعدها حيث ترجم من لم يظهر حزنه عند المصيبة لأن كلا منهما قابل للترجيح أما الأول فلكونه من فعل النبي صلى الله عليه و سلم و الثاني من تقريره و ما يباشره بالفعل أرجح غالبا و أما الثاني فلأنه فعل أبلغ في الصبر و أزجر للنفس فيرجح و يحمل فعله صلى الله عليه و سلم المذكور على بيان الجواز و يكون فعله في حقه في تلك الحالة أولي و قال الزين بن المنير ما ملخصه موقع هذه الترجمة من الفقه أن الإعتدال في الأحوال هو المسلك الأقوم فمن أصيب بمصيبة عظيمة لا يفرط في الحزن حتى يقع في المحذور من اللطم و الشق و النوح و غيرها و لا يفرط في التجلد حتى يفضي إلى القسوة و الاستخفاف بقدر المصاب فيقتدي به صلى الله عليه و سلم في تلك الحالة بأن يجلس المصاب جلسة خفيفة بوقار و سكينة تظهر عليه مخايل الحزن و يؤذن بأن المصيبة عظيمة (قوله حدثنا عبد الوهاب) هو ابن عبد المجيد الثقفي و يحيى هو ابن سعيد الأنصاري (قوله لما جاء النبي صلى الله عليه و سلم) هو بالنصب على المفعولية و الفاعل قوله قتل ابن حارثة و هو زيد و أبوه بالمهملة و المثلثة و جعفر هو ابن أبي طالب و ابن رواحة هو عبد الله و كان قتلهم في غزوة مؤتة كما تقدم ذكره في رابع باب من كتاب الجنائز و وقع تسمية الثلاثة في رواية النسائي من طريق معاوية بن صالح عن يحيى بن
(١٣٣)