بالسماع كما تقدم و لأبي ذر وحده هنا قال علي بن خشرم قال سفيان آخره و لعل هذه الزيادة عن الفربري فان علي بن خشرم لم يذكروه في شيوخ البخاري و أما الفربري فقد سمع من علي بن خشرم كما سيأتي في أحاديث الأنبياء في قصة موسى والخضر فكان هذا الحديث أيضا كان عنده عاليا عن علي بن خشرم عن سفيان فذكره لأجل العلو والله أعلم (قوله باب فضل قيام الليل) أورد فيه حديث سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه في رؤياه و فيه فقال نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل فكان بعد لا ينام من الليل الا قليلا وظاهره ان قوله فكان بعد لا ينام إلى آخره من كلام سالم لكن وقع في التعبير من رواية البخاري عن عبد الله بن محمد شيخه هنا باسناده هذا قال الزهري فكان عبد الله بعد ذلك يكثر الصلاة من الليل و مقتضاه ان في السياق الأول ادراجا لكن أورده في المناقب من رواية عبد الرزاق و في آخره قال سالم وكان عبد الله لا ينام من الليل الا قليلا فظهر أن لا ادراج فيه و أيضا فكلام سالم في ذلك مغاير لكلام الزهري فانتفى الادراج عنه أصلا و رأسا و شاهد الترجمة قوله نعم الرجل عبد الله لو كان يصلى من الليل فمقتضاه ان من كان يصلى من الليل يوصف بكونه نعم الرجل و في رواية نافع عن بن عمر في التعبير أن عبد الله رجل صالح لو كان يصلى من الليل و هو أبين في المقصود وكان المصنف لم يصح عنده حديث صريح في هذا الباب فاكتفى بحديث ابن عمر وقد أخرج فيه مسلم حديث أبي هريرة أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل و كان البخاري توقف فيه للاختلاف في وصله و ارساله و في رفعه و وقفه (قوله حدثنا عبد الله بن محمد) هو الجعفي و هشام هو ابن يوسف الصغاني و محمد هو ابن غيلان (قوله كان الرجل) اللام للجنس و لا مفهوم له و انما ذكر للغالب (قوله فتمنيت ان أرى) في رواية الكشميهني اني أرى و زاد في التعبير من وجه آخر فقلت في نفسي لو كان فيك خير لرأيت مثل ما يرى هؤلاء و يؤخذ منه ان الرؤيا الصالحة تدل على خير رائيها (قوله كأن ملكين) لم أقف على تسميتهما (قوله فذهبا بي إلى النار فإذا هي مطوية) في رواية أيوب عن نافع الآتية قريبا كان اثنين أتياني أرادا ان يذهبا بي إلى النار فتلقاهما ملك فقال لن تراع خليا عنه وظاهر هذا انهما لم يذهبا به و يجمع بينهما بحمل الثاني على ادخاله فيها فالتقدير أن يذهبا بي إلى النار فيدخلاني فيها فلما نظرتها فإذا هي مطوية و رأيت من فيها و استعذت فلقينا ملك آخر (قوله فإذا هي مطوية) أي مبنيه والبئر قبل ان تبنى يسمى قليبا (قوله و إذا لها قرنان) هكذا للجمهور و حكى الكرماني ان في نسخه قرنين فاعربها بالجر أو بالنصب على أن فيه شيئا مضافا حذف و ترك المضاف إليه على ما كان عليه و تقديره فإذا لها مثل قرنين و هو كقراءة من قرأ تريدون عرض الدنيا و الله يريد الآخرة بالجر أي يريد عرض الآخرة أو ضمن إذا المفاجأة معنى الوجدان أي فإذا بي وجدت لها قرنين انتهى والمراد بالقرنين هنا خشبتان أو بنا آن تمد عليهما الخشبة العارضة التي تعلق فيها الحديدة التي فيها البكرة فان كانا من بناء فهما القرنان و ان كانا من خشب فهما الزرنوقان بزاي منقوطة قبل المهملة ثم نون ثم قاف وقد يطلق على الخشبة أيضا القرنان وسيأتى مزيد لذلك في شرح حديث أبي أيوب في غسل المحرم في باب الاغتسال للمحرم من كتاب الحج (قوله و إذا فيها أناس قد عرفتهم) لم أقف على تسمية أحد منهم (قوله لم ترع) بضم أوله وفتح الراء بعدها مهمله ساكنه أي لم تخف و المعنى لا خوف عليك بعد هذا و في رواية الكشميهني في التعبير لن تراع و هي
(٥)