رواية الجمهور باثبات الألف و وقع في رواية القابسي لن ترع بحذف الألف قال ابن التين و هي لغة قليلة أي الجزم بلن حتى قال القزاز لا اعلم له شاهدا وتعقب بقول الشاعر لن يخب الآن من رجائك من * حرك من دون بابك الحلقه و بقول الآخر * و لن يحل للعينين بعدك منظر * و زاد فيه انك رجل صالح وسيأتى بعد بضعة عشر بابا بزيادة فيه و نقصان قال القرطبي انما فسر الشارع من رؤيا عبد الله ما هو ممدوح لأنه عرض على النار ثم عوفي منها و قيل له لا روع عليك و ذلك لصلاحه غير أنه لم يكن يقوم من الليل فحصل لعبد الله من ذلك تنبيه على أن قيام الليل مما يتقى به النار والدنو منها فلذلك لم يترك قيام الليل يعد ذلك و أشار المهلب إلى أن السر في ذلك كون عبد الله كان ينام في المسجد و من حق المسجد ان يتعبد فيه فنبه على ذلك بالتخويف بالنار (قوله لو كان) لو للتمني لا للشرط و لذلك لم يذكر الجواب و في هذا الحديث ان قيام الليل يدفع العذاب و فيه تمني الخير و العلم و سيأتي باقي الكلام عليه مستوفى في كتاب التعبير إن شاء الله تعالى * تنبيه * سياق هذا المتن على لفظ محمود و أما سياق عبد الله بن محمد فسيأتي في التعبير و أغفل المزي في الأطراف طريق محمود هذه وهى وارده عليه (قوله باب طول السجود في قيام الليل) أورد فيه حديث عائشة و فيه كان يسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية وهو دال على ما ترجم له و قد تقدم من حديثها في أبواب صفة الصلاة انه صلى الله عليه و سلم كان يكثر أن يقول في ركوعه و سجوده سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي و في مسند أحمد من طريق محمد بن عباد عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول في صلاة الليل في سجوده سبحانك لا إله إلا أنت رجاله ثقات (قوله و يركع ركعتين قبل صلاة الفجر ثم يضطجع) سيأتي الكلام عليه في آخر أبواب التهجد إن شاء الله تعالى (قوله باب ترك القيام) أي قيام المريض (قوله عن الأسود) هو ابن قيس و جندب هو ابن عبد الله البجلي كما في الاسناد الذي بعده و سفيان هو الثوري فيهما و وهم من زعم أنه بن عيينة و وقع التصريح بسماع الأسود له من جندب في طريق زهير عنه في التفسير (قوله اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم) أي مرض و وقع في رواية قيس بن الربيع التي سيأتي التنبيه عليها بلفظ مرض ولم اقف في شئ من طرق هذا الحديث على تفسير هذه الشكاية لكن وقع في الترمذي من طريق ابن عيينة عن الأسود في أول هذا الحديث عن جندب قال كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم في غار فدميت أصبعه فقال هل أنت إلا إصبع دميت و في سبيل الله ما لقيت قال و أبطأ عليه جبريل فقال المشركون قد ودع محمد فأنزل الله ما ودعك ربك انتهى فظن بعض الشراح أن هذا بيان للشكاية المجملة في الصحيح و ليس كما ظن فإن في طريق عبد الله بن شداد التي يأتي التنبيه عليها أن نزول هذه السورة كان في أوائل البعثة و جندب لم يصحب النبي صلى الله عليه و سلم الا متأخرا كما حكاه البغوي في معجم الصحابة عن الإمام أحمد فعلى هذا هما قضيتان حكاهما جندب إحداهما مرسلة والأخرى موصوله لأن الأولى لم يحضرها فروايته لها مرسله من مراسيل الصحابة والثانية شهدها كما ذكر أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم و لا يلزم من عطف إحداهما على الأخرى في رواية سفيان اتحادهما و الله أعلم (قوله فلم يقم ليلة أو ليلتين) هكذا اختصره
(٦)