عليه وسلم رجل) لم اقف على اسمه لكن أخرج سعيد بن منصور عن عبد الرحمن بن يزيد النخعي عن ابن مسعود ما يؤخذ منه أنه هو و لفظه بعد سياق الحديث بنحوه و أيم الله لقد بال في إذن صاحبكم ليلة يعني نفسه (قوله فقيل ما زال نائما حتى أصبح) في رواية جرير عن منصور في بدء الخلق رجل نام ليلة حتى أصبح (قوله ما قام إلى الصلاة) المراد الجنس و يحتمل العهد و يراد به صلاة الليل أو المكتوبة و يؤيده رواية سفيان هذا عندنا نام عن الفريضة أخرجه ابن حبان في صحيحه و بهذا يتبين مناسبة الحديث لما قبله و في حديث أبي سعيد الذي قدمت ذكره من فوائد المخلص أصبحت العقد كلها كهيئتها و بال الشيطان في إذنه فيستفاد منه وقت بول الشيطان و مناسبة هذا الحديث للذي قبله (قوله في اذنه) في رواية جرير في اذنيه بالتثنية و اختلف في بول الشيطان فقيل هو على حقيقته قال القرطبي و غيره لا مانع من ذلك إذ لا إحالة فيه لأنه ثبت أن الشيطان يأكل و يشرب و ينكح فلا مانع من أن يبول و قيل هو كناية عن سد الشيطان إذن الذي ينام عن الصلاة حتى لا يسمع الذكر و قيل معناه أن الشيطان ملئ سمعه بالأباطيل فحجب سمعه عن الذكر و قيل هو كناية عن ازدراء الشيطان به و قيل معناه أن الشيطان استولى عليه و استخف به حتى اتخذه كالكنيف المعد للبول إذ من عادة المستخف بالشئ أن يبول عليه و قيل هو مثل مضروب للغافل عن القيام بثقل النوم كمن وقع البول في إذنه فثقل إذنه وافسد حسه و العرب تكني عن الفساد بالبول قال الراجز * بال سهيل في الفضيخ ففسد * و كنى بذلك عن طلوعه لأنه وقت افساد الفضيخ فعبر عنه بالبول و وقع في رواية الحسن عن أبي هريرة في هذا الحديث عند أحمد قال الحسن أن بوله و الله لثقيل و روى محمد بن نصر من طريق قيس بن أبي حازم عن ابن مسعود حسب الرجل من الخيبة و الشر أن ينام حتى يصبح و قد بال الشيطان في إذنه و هو موقوف صحيح الإسناد و قال الطيبي خص يأمر بالذكر و أن كانت العين انسب بالنوم إشارة إلى ثقل النوم فإن المسامع هي موارد الانتباه و خص البول لأنه أسهل مدخلا في التجاويف و أسرع نفوذا في العروق فيورث الكسل في جميع الأعضاء (قوله باب الدعاء والصلاة من آخر الليل) في رواية أبي ذر الدعاء في الصلاة (قوله و قال الله عز وجل في رواية الأصيلي و قول الله (قوله ما يهجعون) زاد الأصيلي أي ينامون و قد ذكر الطبري و غيره الخلاف عن أهل التفسير في ذلك فنقل ذلك عن الحسن و الأحنف و إبراهيم النخعي و غيرهم و نقل عن قتادة و مجاهد و غيرهما أن معناه كانوا لا ينامون ليلة حتى الصباح لا يتهجدون و من طريق المنهال عن سعيد بن عباس قال معناه لم تكن تمضى عليهم ليلة الا يأخذون منها و لو شيئا ثم ذكر أقوالا آخر و رجح الأول لأن الله تعالى وصفهم بذلك مادحا لهم بكثرة العمل قال ابن التين و على هذا تكون ما زائدة أو مصدرية و هو أبين الأقوال و أقعدها بكلام أهل اللغة و على الآخر تكون ما نافية و قال الخليل هجع يهجع بمكسرة و هو النوم صارت دون النهار ثم أورد المصنف حديث أبي هريرة في النزول من طريق الأغر أبي عبد الله و أبي سلمة جميعا عن أبي هريرة و قد اختلف فيه على الزهري فرواه عنه مالك و حفاظ أصحابه كما هنا و اقتصر بعضهم عنه على أحد الرجلين و قال بعض أصحاب مالك عنه عن سعيد بن المسيب بدلهما و رواه أبو داود الطيالسي عن إبراهيم بن سعد عن الزهري فقال الأعرج بدل الأغر فصحفه و قيل عن الزهري عن عطاء بن يزيد بدل أبي سلمة قال
(٢٤)