الإسماعيلي و غيره (قوله بهذا) في رواية كريمة و الأصيلي مثله (قوله وتابعه عمرو بن أبي سلمة) أي تابع بن أبي العشرين على زيادة عمر بن الحكم و رواية عمر المذكورة وصلها مسلم عن أحمد بن يونس عنه وظاهر صنيع البخاري ترجيح رواية يحيى عن أبي سلمة بغير واسطة و ظاهر صنيع مسلم يخالفه لأنه اقتصر على الرواية الزائدة و الراجح عند أبي حاتم و الدارقطني و غيرهما صنيع البخاري و قد تابع كلا من الروايتين جماعة من أصحاب الأوزاعي فالاختلاف منه و كأنه كان يحدث به على الوجهين فيحمل على أن يحيى حمله عن أبي سلمة بواسطة ثم لقيه فحدثه به فكان يرويه عنه على الوجهين والله أعلم (قوله باب) كذا في الأصل بغير ترجمه و هو كالفصل من الذي قبله وتعلقه به ظاهر و كأنه أومأ إلى أن المتن الذي قبله طرف من قصة عبد الله بن عمرو في مراجعة النبي صلى الله عليه و سلم له في قيام الليل و صيام النهار (قوله عن عمرو عن أبي العباس) في رواية الحميدي في مسنده عن سفيان حدثنا عمرو سمعت أبا العباس و عمرو هو ابن دينار و أبو العباس هو السائب بن فروخ و يعرف بالشاعر (قوله ألم أخبر) فيه أن الحكم لا ينبغي الا بعد التثبت لأنه صلى الله عليه وسلم لم يكتف بما نقل له عن عبد الله حتى لقيه و استثبته فيه لاحتمال أن يكون قال ذلك بغير عزم أو علقه بشرط لم يطلع عليه الناقل و نحو ذلك (قوله هجمت عينك) بفتح الجيم أي غارت أو ضعفت لكثرة السهر (قوله نفهت) بنون ثم فاء مكسورة أي كلت و حكى الإسماعيلي أن أبا يعلى رواه له تفهت بالتاء بدل النون و استضعفه (قوله و أن لنفسك عليك حقا) أي تعطيها ما تحتاج إليه ضرورة البشرية مما اباحه الله للإنسان من الأكل و الشرب و الراحة التي يقوم بها بدنه ليكون أعون على عبادة ربه و من حقوق النفس قطعها عما سوى الله تعالى لكن ذلك يختص بالتعلقات القلبية (قوله ولأهلك عليك حقا) أي تنظر لهم فيما لا بد لهم منه من أمور الدنيا و الآخرة و المراد بالأهل الزوجة أو أعم من ذلك ممن تلزمه نفقته و سيأتي بيان سبب ذكر ذلك له في الصيام * (تنبيه) * قوله حقا في الموضعين للأكثر بالنصب على أنه اسم أن و في رواية كريمة بالرفع فيهما على أنه الخبر و الاسم ضمير الشأن (قوله فصم) أي فإذا عرفت ذلك فصم تارة و أفطر تارة لتجمع بين المصلحتين و فيه إيماء إلى ما تقدم في أوائل أبواب التهجد أنه ذكر له صوم داود و قد تقدم الكلام على قوله قم و نم و سيأتي في الصيام فيه زيادة من وجه آخر نحو قوله و أن لعينك عليك حقا و في رواية فان لزورك عليك حقا أي للضيف و في الحديث جواز تحدث المرء بما عزم عليه من فعل الخير و تفقد الإمام لأمور رعيته كلياتها و جزئياتها و تعليمهم ما يصلحهم و فيه تعليل الحكم لمن فيه أهلية ذلك و أن الأولى في العبادة تقديم الواجبات على المندوبات و أن من تكلف الزيادة على ما طبع عليه يقع له الخلل في الغالب و فيه الحض على ملازمة العبادة لأنه صلى الله عليه و سلم مع كراهته له التشديد على نفسه حضه على الاقتصاد كأنه قال له ولا يمنعك اشتغالك بحقوق من ذكر أن تضيع حق العبادة وتترك المندوب جملة ولكن أجمع بينهما (قوله باب فضل من تعار من الليل فصلى) تعار بمهملة و راء مشددة قال في المحكم تعار الظليم معارة صاح والتعار أيضا السهر و التمطي و التقلب على الفراش ليلا مع كلام و قال ثعلب اختلف في تعار فقيل انتبه و قيل تكلم و قيل علم و قيل تمطى و أن انتهى و قال الأكثر التعار اليقظة مع صوت و قال ابن التين ظاهر الحديث أن معنى تعار استيقظ لأنه قال من تعار فقال
(٣٢)