من حديث ابن أبي أوفى أنه صلى الضحى ركعتين فسألته امرأته فقال أن النبي صلى الله عليه و سلم صلى يوم الفتح ركعتين و هو محمول على أنه رأى من صلاة النبي صلى الله عليه و سلم ركعتين و رأت أم هانئ بقية الثمان و هذا يقوي أنه صلاها مفصولة و الله أعلم (قوله فلم أر صلاة قط أخف منها) يعني من صلاة النبي صلى الله عليه و سلم و قد تقدم في أواخر أبواب التقصير بلفظ فما رايته صلى صلاة قط أخف منها و في رواية عبد الله بن الحارث المذكورة لا أدري أقيامه فيها أطول أم ركوعه أم سجوده كل ذلك متقارب و استدل به على استحباب تخفيف صلاة الضحى و فيه نظر لاحتمال أن يكون السبب فيه التفرغ لمهمات الفتح لكثرة شغله به و قد ثبت من فعله صلى الله عليه و سلم أنه صلى الضحى فطول فيها أخرجه ابن أبي شيبة من حديث حذيفة و استدل بهذا الحديث على اثبات سنة الضحى و حكى عياض عن قوم أنه ليس في حديث أم هانئ دلالة على ذلك قالوا و إنما هي سنة الفتح و قد صلاها خالد بن الوليد في بعض فتوحه كذلك و قال عياض أيضا ليس حديث أم هانئ بظاهر في أنه قصد صلى الله عليه و سلم بها سنة الضحى و إنما فيه أنها أخبرت عن وقت صلاته فقط و قد قيل أنها كانت قضاء عما شغل عنه تلك الليلة من حزبه فيه و تعقبه النووي بان الصواب صحة الاستدلال به لما رواه أبو داود و غيره من طريق كريب عن أم هانئ أن النبي صلى الله عليه و سلم صلى سبحة الضحى و لمسلم في كتاب الطهارة من طريق أبي مرة عن أم هانئ في قصة اغتساله صلى الله عليه و سلم يوم الفتح ثم صلى ثمان ركعات سبحة الضحى و روى ابن عبد البر في التمهيد من طريق عكرمة بن خالد عن أم هانئ قالت قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة فصلى ثمان ركعات فقلت ما هذه قال هذه صلاة الضحى و استدل به على أن أكثر صلاة الضحى ثمان ركعات و استبعده السبكي و وجه بان الأصل في العبادة التوقف و هذا أكثر ما ورد في ذلك من فعله صلى الله عليه و سلم و قد ورد من فعله دون ذلك كحديث ابن أبي أوفى أن النبي صلى الله عليه و سلم صلى الضحى ركعتين أخرجه ابن عدي و سيأتي من حديث عتبان قريبا مثله و حديث عائشة عند مسلم كان يصلي الضحى أربعا و حديث جابر عند الطبراني في الأوسط أنه صلى الله عليه و سلم صلى الضحى ست ركعات و أما ما ورد من قوله صلى الله عليه و سلم ففيه زيادة على ذلك كحديث أنس مرفوعا من صلى الضحى ثنتي عشرة ركعة بنى الله له قصرا في الجنة أخرجه الترمذي و استغر به و ليس في إسناده من أطلق عليه الضعف و عند الطبراني من حديث أبي الدرداء مرفوعا من صلى الضحى ركعتين لم يكتب من الغافلين و من صلى أربعا كتب من التائبين و من صلى ستا كفى ذلك اليوم و من صلى ثمانيا كتب من العابدين و من صلى ثنتي عشرة بني الله له بيتا في الجنة و في إسناده ضعف أيضا و له شاهد من حديث أبي ذر رواه البزار و في إسناده ضعف أيضا و من ثم قال الروياني و من تبعه أكثرها ثنتا عشرة و قال النووي في شرح المهذب فيه حديث ضعيف كأنه يشير إلى حديث أنس لكن إذا ضم إليه حديث أبي ذر و أبي الدرداء قوي و صلح للاحتجاج به و نقل الترمذي عن أحمد أن أصح شئ ورد في الباب حديث أم هانئ و هو كما قال و لهذا قال النووي في الروضة أفضلها ثمان و أكثرها ثنتا عشرة ففرق بني الأكثر و الأفضل و لا يتصور ذلك الا فيمن صلى الاثنتي عشرة بتسليمة واحدة فإنها تقع نفلا مطلقا عند من يقول أن أكثر سنة الضحى ثمان ركعات فأما من فصل
(٤٤)