أبواب التطوع (قوله وقال عبد الله بن مسلمة) يعني القعنبي كذا للأكثر و في رواية الحموي و المستملي حدثنا عبد الله و كذا رويناه في الموطأ رواية القعنبي قال ابن عبد البر تفرد القعنبي بروايته عن مالك في الموطأ دون بقية رواته فإنهم اقتصروا منه على طرف مختصر (قوله تذكر) للمستملي بفتح أوله بلفظ المضارع المؤنث و للحموي بضمه على البناء للمفعول بالتذكير و للكشميهني فذكر بفاء وضم المعجمة و كسر الكاف و لكل وجه و على الأول يكون ذلك قول عروة أو من دونه و على الثاني و الثالث يحتمل أن يكون من كلام عائشة و هو على كل حال تفسير لقولها لا تنام الليل و وصفها بذلك خرج مخرج الغالب و سئل الشافعي عن قيام جميع الليل فقال لا أكرهه الا لمن خشي أن يضر بصلاة الصبح و في قوله صلى الله عليه و سلم في جواب ذلك مه إشارة إلى كراهة ذلك خشية الفتور و الملال على فاعله لئلا ينقطع عن عبادة التزمها فيكون رجوعا عما بذل لربه من نفسه و قوله عليكم ما تطيقون من الأعمال هو عام في الصلاة و في غيرها و وقع في الرواية المتقدمة في الإيمان بدون قوله من الأعمال فحمله الباجي وغيره على الصلاة خاصة لأن الحديث ورد فيها و حمله على جميع العبادات أولي و قد تقدمت بقية فوائد حديث عائشة و الكلام على قوله أن الله لا يمل حتى تملوا في باب أحب الدين إلى الله أدومه من كتاب الإيمان و مما يلحق هنا أني وجدت بعض ما ذكر هناك من تأويل الحديث احتمالا في بعض طرق الحديث و هو قوله أن الله لا يمل من الثواب حتى تملوا من العمل أخرجه الطبري في تفسير سورة المزمل و في بعض طرقه ما يدل على أن ذلك مدرج من قول بعض رواة الحديث و الله أعلم * (قوله باب ما يكره من ترك قيام الليل لمن كان يقومه) أي إذا أشعر ذلك بالاعراض عن العباد (قوله حدثنا عباس بن الحسين) هو بموحدة و مهملة بغدادي يقال له القنطري أخرجه عنه البخاري هنا و في الجهاد فقط و مبشر بوزن مؤذن من البشارة و عبد الله المذكور في الإسناد الثاني هو ابن المبارك و قد صرح في سياقه بالتحديث في جميع الإسناد فأمن تدليس الأوزاعي و شيخه (قوله مثل فلان) لم اقف على تسميته في شئ من الطرق وكأن إبهام مثل هذا لقصد الستره عليه كالذي تقدم قريبا في الذي نام حتى أصبح و يحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه و سلم لم يقصد شخصا معينا و إنما أراد تنفير عبد الله بن عمرو من الصنيع المذكور (قوله من الليل) أي بعض الليل و سقط لفظ من رواية الأكثر و هي مراده قال ابن العربي في هذا الحديث دليل على أن قيام الليل ليس بواجب إذ لو كان واجبا لم يكتف لتاركه بهذا القدر بل كان يذمه أبلغ الذم و قال ابن حبان فيه جواز ذكر الشخص بما فيه من شئ إذا قصد بذلك التحذير من صنيعه و فيه استحباب الدوام على ما اعتاده المرء من الخير من غير تفريط و يستنبط منه كراهة قطع العبادة و أن لم تكن واجبه و ما أحسن ما عقب المصنف هذه الترجمة بالتي قبلها لأن الحاصل منهما الترغيب في ملازمة العبادة و الطريق الموصل إلى ذلك الاقتصاد فيها لأن التشديد فيها قد يؤدي إلى تركها و هو مذموم (قوله وقال هشام) هو ابن عمار وابن أبي العشرين بلفظ العدد و هو عبد الحميد بن حبيب غالبا الأوزاعي وأراد المصنف بإيراد هذا التعليق التنبيه على أن زيادة عمرو ابن الحكم أي ابن أبي ثوبان بين يحيى وأبي سلمة من المزيد في متصل الأسانيد لأن يحيى قد صرح بسماعه من أبي سلمة و لو كان بينهما واسطه لم يصرح بالتحديث و رواية هشام المذكورة وصلها
(٣١)