أنها تولد لا جدع فيها و إنما يجدعها أهلها بعد ذلك و سيأتي في تفسير سورة الروم أن معنى قوله لا تبديل لخلق الله أي لدين الله و توجيه ذلك * (تنبيه) * ذكر بن هشام في المغني عن ابن هشام الخضراوي أنه جعل هذا الحديث شاهدا لورود حتى للاستثناء فذكره بلفظ كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه هما اللذان يهودانه و ينصرانه و قال ولك أن تخرجه على أن فيه حذفا أي يولد على الفطرة و يستمر على ذلك حتى يكون يعني فتكون للغاية على بابها انتهى و مال صاحب المغني في موضع آخر إلى أنه ضمن يولد معنى ينشأ مثلا و قد وجدت الحديث في تفسير ابن مردويه من طريق الأسود بن سريع بلفظ ليست نسمة تولد إلا ولدت على الفطرة فما تزال عليها حتى يبين عنها لسانها الحديث و هو يؤيد الإحتمال المذكور و اللفظ الذي ساقه الخضراوي لم أره في الصحيحين ولا غيرهما إلا عند مسلم كما تقدم في رواية حتى يعرب عنه لسانه ثم وجدت أبا نعيم في مستخرجه على مسلم أورد الحديث من طريق كثير بن عبيد عن محمد بن حرب عن الزبيدي عن الزهري بلفظ ما من مولود يولد في بني آدم إلا يولد على الفطرة حتى يكون أبواه يهودانه الحديث و كذا أخرجه ابن مردويه من هذا الوجه و هو عند مسلم عن حاجب بن الوليد عن محمد بن حرب بلفظ ما من مولود إلا يولد على الفطرة أبواه يهود انه الحديث (قوله باب) كذا ثبت لجميعهم إلا لأبي ذر و هو كالفصل من الباب الذي قبله و تعلق الحديث به ظاهر من قوله في حديث سمرة المذكور و الشيخ في أصل الشجرة إبراهيم و الصبيان حوله أولاد الناس و قد تقدم التنبيه على أنه أورده في التعبير بزيادة قالوا و أولاد المشركين فقال و أولاد المشركين و سيأتي الكلام على بقية الحديث مستوفى في كتاب التعبير إن شاء الله تعالى (قوله في هذه الطريق فإذا رجل جالس ورجل قائم بيده قال بعض أصحابنا عن موسى كلوب من حديد في شدقه) كذا في رواية أبي ذر و هو سياق مستقيم و وقع في رواية غيره بخلاف ذلك و البعض المبهم لم أعرف المراد به إلا أن الطبراني أخرجه في المعجم الكبير عن العباس بن الفضل الإسقاطي عن موسى بن إسماعيل فذكر الحديث بطوله مثل حديث قبله و فيه بيده كلاب من حديد (قوله فيه حتى أتينا على نهر من دم فيه رجل قائم على وسط النهر) قال يزيد و وهب بن جرير
(٢٠٠)