ثم مثلوا به فجدعوا أنفه و أذنيه الحديث و أصله في مسلم لأنه محمول على إنهم قطعوا بعض أذنيه لا جميعهما و الله أعلم (قوله عن ابن أبي نجيح عن عطاء) كذا للأكثر و حكى أبو علي الجياني أنه وقع عند أبي علي بن السكن عن مجاهد بدل عطاء قال و الذي رواه غيره أصح (قلت) و كذا أخرجه ابن سعد و النسائي و الإسماعيلي و آخرون كلهم من طريق سعيد بن عامر بالسند المذكور فيه و هو الصواب و في قصة والد جابر من الفوائد الإرشاد إلى بر الأولاد بالآباء خصوصا بعد الوفاة و الاستعانة على ذلك بأخبارهم بمكانتهم من القلب و فيه قوة إيمان عبد الله المذكور لاستثنائه النبي صلى الله عليه و سلم ممن جعل ولده أعز عليه منهم و فيه كرامته بوقوع الأمر على ما ظن و كرامته بكون الأرض لم تبل جسده مع لبثه فيها و الظاهر أن ذلك لمكان الشهادة و فيه فضيلة لجابر لعمله بوصية أبيه بعد موته في قضاء دينه كما سيأتي بيانه في مكانه (قوله باب اللحد و الشق في القبر) أورد فيه حديث جابر في قصة قتلى أحد و ليس فيه للشق ذكر قال ابن رشيد قوله في حديث جابر قدمه في اللحد ظاهر في أن الميتين جميعا في اللحد و يحتمل أن يكون المقدم في اللحد و الذي يليه في الشق لمشقة الحفر في الجانب لمكان اثنين و هذا يؤيد ما تقدم توجيهه أن المراد بقوله فكفن أبي و عمي في نمرة واحدة أي شقت بينهما و يحتمل أن يكون ذكر الشق في الترجمة لينبه على أن اللحد أفضل منه لأنه الذي وقع دفن الشهداء فيه مع ما كانوا فيه من الجهد و المشقة فلولا مزيد فضيلة فيه ما عانوه و في السنن لأبي داود و غيره من حديث ابن عباس مرفوعا اللحد لنا و الشق لغيرنا و هو يؤيد فضيلة اللحد على الشق و الله أعلم (قوله باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلي عليه و هل يعرض على الصبي الإسلام) هذه الترجمة معقودة لصحة إسلام الصبي و هي مسئلة اختلاف كما سنبينه و قوله و هل يعرض عليه ذكره هنا بلفظ الاستفهام و ترجم في كتاب الجهاد بصيغة أخذت على الجزم بذلك فقال و كيف يعرض الإسلام على الصبي و كأنه لما أقام الأدلة هنا على صحة إسلامه استغنى بذلك و أفاد هناك ذكر الكيفية (قوله و قال الحسن الخ) أما أثر الحسن فأخرجه البيهقي من طريق محمد بن نصر أظنه في كتاب الفرائض له قال حدثنا يحيى بن يحيى حدثنا يزيد بن زريع عن يونس عن الحسن في الصغير قال مع المسلم من والديه و أما أثر إبراهيم فوصله عبد الرزاق عن معمر عن مغيرة عن إبراهيم قال في نصرانيين بينهما ولد صغير فأسلم أحدهما قال أولاهما به المسلم و أما أثر شريح فأخرجه البيهقي بالإسناد المذكور إلى يحيى بن يحيى حدثنا هشيم عن أشعث عن الشعبي عن شريح أنه اختصم إليه في صبي أحد أبويه نصراني قال الوالد المسلم أحق بالولد و أما أثر قتادة فوصله عبد الرزاق عن معمر عنه نحو قول الحسن (قوله و كان ابن عباس مع أمه من المستضعفين وصله المصنف في الباب من حديثه بلفظ كنت أنا و أمي من المستضعفين و اسم أمه لبابة بنت الحرث الهلالية (قوله و لم يكن مع أبيه على دين قومه) هذا قاله المصنف تفقها و هو مبنى على أن إسلام العباس كان بعد وقعة بدر و قد اختلف في ذلك فقيل أسلم قبل الهجرة و أقام بأمر النبي صلى الله عليه و سلم له في ذلك لمصلحة المسلمين روى ذلك ابن سعد من حديث ابن عباس و في إسناده الكلبي و هو متروك و يرده أن العباس أسر ببدر و قد فدى نفسه كما سيأتي في المغازي واضحا و يردة أيضا أن الآية التي في قصة المستضعفين نزلت بعد بدر بلا خلاف فالمشهور أنه أسلم قبل فتح خيبر و يدل عليه حديث أنس في قصة الحجاج بن علاط كما أخرجه أحمد
(١٧٤)