العمل به أخرجه بن أبي حاتم و أخرج أيضا من طريق أخرى عنه قال ثقيلا في الميزان يوم القيامة و تأوله غيره على ثقل الوحي حين ينزل كما تقدم في بدء الوحي (قوله إن ناشئة الليل قال ابن عباس نشأ قام بالحبشية) يعني فيكون معنى قوله تعالى ناشئة الليل أي قيام الليل و هذا التعليق وصله عبد بن حميد بإسناد صحيح عن سعيد بن جبير عنه قال إن ناشئة الليل هو كلام الحبشة نشأ قام و أخرج عن أبي ميسرة و أبي مالك نحوه و وصله ابن أبي حاتم من طريق أبي ميسرة عن ابن مسعود أيضا و ذهب الجمهور إلى أنه ليس في القرآن شئ بغير العربية و قالوا ما ورد من ذلك فهو من توافق اللغتين و على هذا فناشئة الليل مصدر بوزن فاعلة من نشأ إذا قام أو اسم فاعل أي النفس الناشئة بالليل أي التي تنشأ من مضجعها إلى العبادة أي تنهض و حكى أبو عبيد في الغريبين أن كل ما حدث بالليل وبدا فهو ناشئ و قد نشأ و في المجاز لأبي عبيدة ناشئه الليل آناء الليل ناشئة بعد ناشئة قال ابن التين و المعنى أن الساعات الناشئة من الليل أي المقبلة بعضها في أثر بعض هي أشد (قوله وطاء قال مواطاة للقرآن أشد موافقة لسمعه و بصره و قلبه) و هذا وصله عبد بن حميد من طريق مجاهد قال أشد وطاء أي يوافق سمعك و بصرك و قلبك بعضه بعضا قال الطبري هذه القراءة على أنه مصدر من قولك واطأ اللسان القلب مواطاة و وطاء قال وقرا الأكثر وطأ بفتح الواو و سكون الطاء ثم حكى عن العرب وطئنا الليل وطئا أي سرنا فيه و روى من طريق قتادة (أشد وطئا) أثبت في الخير (وأقوم قيلا) أبلغ في الحفظ و قال الأخفش أشد وطئا أي قياما واصل الوطء في اللغة الثقل كما في الحديث اشدد وطأتك على مضر (قوله ليواطئوا ليوافقوا) هذه الكلمة من تفسير براءة و إنما أوردها هنا تأييدا للتفسير الأول و قد وصله الطبري عن ابن عباس لكن بلفظ ليشابهوا (قوله سبحا طويلا) أي فراغا وصله ابن أبي حاتم عن ابن عباس و أبي العالية و مجاهد و غيرهم و عن السدي سبحا طويلا أي تطوعا كثيرا كأنه جعله من السبحة و هي النافلة (قوله حدثني محمد بن جعفر) أي ابن أبي كثير المدني و حميد هو الطويل (قوله أن لا يصوم منه) زاد أبو ذر و الأصيلي شيئا (قوله و كان لا تشاء أن تراه من الليل مصليا الخ) أي أن صلاته و نومه كان يختلف بالليل و لا يرتب وقتا معينا بل بحسب ما تيسر له القيام و لا يعارضه قول عائشة كان إذا سمع الصارخ قام فإن عائشة تخبر عمالها عليه اطلاع و ذلك أن صلاة الليل كانت تقع منه غالبا في البيت فخبر أنس محمول على ما وراء ذلك و قد مضى في حديثها في أبواب الوتر من كل الليل قد أوتر فدل على أنه لم يكن يخص الوتر بوقت بعينه (قوله تابعه سليمان و أبو خالد الأحمر عن حميد) كذا ثبتت الواو في جميع الروايات التي اتصلت لنا فعلى هذا يحتمل أن يكون سليمان هو ابن بلال كما جزم به خلف و يحتمل أن تكون الواو زائدة من الناسخ فإن أبا خالد الأحمر اسمه سليمان و حديثه في هذا سيأتي موصولا في كتاب الصيام إن شاء الله تعالى (قوله باب عقد الشيطان على قافية الرأس إذا لم يصل بالليل) قال ابن التين و غيره قوله إذا لم يصل مخالف لظاهر حديث الباب لأنه دال على أنه يعقد على رأس من صلى و من لم يصل لكن من صلى بعد ذلك تنحل عقده بخلاف من لم يصل و أجاب ابن رشيد بان مراد البخاري باب بقاء عقد الشيطان الخ و على هذا فيجوز أن يقرأ قوله عقد بلفظ الفعل و بلفظ الجمع ثم رأيت الإيراد بعينه للمازري ثم قال و قد يعتذر عنه بأنه إنما قصد من يستدام العقد على رأسه بترك الصلاة
(١٩)