و كأنه قدر من انحلت عقده كان لم تعقد عليه انتهى و يحتمل أن تكون الصلاة المنفية في الترجمة صلاة العشاء فيكون التقدير إذا لم يصل العشاء فكأنه يرى أن الشيطان انما يفعل ذلك بمن نام قبل صلاة العشاء بخلاف من صلاها و لا سيما في الجماعة و كأن هذا هو السر في إيراده لحديث سمرة عقب هذا الحديث لأنه قال فيه و ينام عن الصلاة المكتوبة و لا يعكر على هذا كونه أورد هذه الترجمة في تضاعيف صلاة الليل لأنه يمكن أن يجاب عنه بأنه أراد دفع توهم من يحمل الحديثين على صلاة الليل لأنه ورد في بعض طرق حديث سمرة مطلقا غير مقيد بالمكتوبة والوعيد علامة الوجوب و كأنه أشار إلى خطأ من احتج به على وجوب صلاة الليل حملا للمطلق على المقيد ثم وجدت معنى هذا الإحتمال للشيخ ولي الدين الملوي و قواه بما ذكرته من حديث سمرة فحمدت الله على التوفيق لذلك و يقويه ما ثبت عنه صلى الله عليه و سلم أن من صلى العشاء في جماعة كان كمن قام نصف ليلة لأن مسمى قيام الليل يحصل للمؤمن بقيام بعضه فحينئذ يصدق على من صلى العشاء في جماعة أنه قام الليل و العقد المذكورة تنحل بقيام الليل فصار من صلى العشاء في جماعة كمن قام الليل في حل عقد الشيطان و خفيت المناسبة على الإسماعيلي فقال ورفض القرآن ليس هو ترك الصلاة بالليل و يتعجب من اغفاله آخر الحديث حيث قال فيه و ينام عن الصلاة المكتوبة و الله أعلم (قوله الشيطان) كان المراد به الجنس و فاعل ذلك هو القرين أو غيره و يحتمل أن يراد به رأس الشياطين و هو إبليس و تجوز نسبة ذلك إليه لكونه الآمر به الداعي إليه و لذلك أورده المصنف في باب صفة إبليس من بدء الخلق (قوله قافية رأس أحدكم) أي مؤخر عنقه و قافية كل شئ مؤخره و منه قافية القصيدة و في النهاية القافية القفا و قيل مؤخر الرأس و قيل وسطه و ظاهر قوله أحدكم التعميم في المخاطبين و من في معناهم و يمكن أن يخص منه من تقدم ذكره و من ورد في حقه أنه يحفظ من الشيطان كالأنبياء و من تناوله قوله أن عبادي ليس لك عليهم سلطان و كمن قرأ آية الكرسي عند نومه فقد ثبت أنه يحفظ من الشيطان حتى يصبح و فيه بحث سأذكره في آخر مشرح هذا الحديث إن شاء الله تعالى (قوله إذا هو نام) كذا للأكثر و للحموي و المستملي إذا هو نائم بوزن فاعل و الأول أصوب و هو الذي في الموطأ (قوله يضرب على مكان كل عقدة) كذا للمستملي و لبعضهم بحذف على و للكشميهني بلفظ عند مكان و قوله يضرب أي بيده على العقدة تأكيدا و احكاما لها قائلا ذلك و قيل معنى يضرب يحجب الحس عن النائم حتى لا يستيقظ و منه قوله تعالى فضربنا على آذانهم أي حجبنا الحس أن يلج في آذانهم فينتبهوا و في حديث أبي سعيد ما أحد ينام الا ضرب على سماخه بجرير معقود أخرجه المخلص في فوائده و السماخ بكسر المهملة و آخره غدا و يقال بالصاد المهملة بدل السين و عند سعيد بن منصور بسند جيد عن ابن عمر ما مطرف رجل على غير وتر الا أصبح على رأسه جرير قدر سبعين ذراعا (قوله عليك ليل طويل) كذا في جميع الطرق عن البخاري بالرفع و وقع في رواية أبي مصعب في الموطأ عن مالك عليك ليلا طويلا و هي رواية ابن عيينة عن أبي الزناد عند مسلم قال عياض رواية الأكثر عن مسلم بالنصب على الإغراء و من رفع فعلى الابتداء أي باق عليك أو بإضمار فعل أي بقي و قال القرطبي الرفع أولى من جهة المعنى لأنه الأمكن في الغرور من حيث أنه يخبره عن المريض الليل ثم يأمره بالرقاد بقول فارقد وإذا نصب على
(٢٠)